الإمارات تطلق مركزا للتميز في الأمن السيبراني
- 2025-04-10 12:32:00

في إطار التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، تواصل مؤسسات الدولة العمل وفقًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في الحفاظ على الريادة العالمية للدولة في المجالات التكنولوجية والرقمية.
ويتجسد هذا المسعى في الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها الدولة لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتطوير القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
وتجسيدًا لرؤية القيادة الرشيدة لتطوير بنية تحتية رقمية متطورة وآمنة، وافق مجلس الوزراء على إطلاق مركز تميز عالمي للأمن السيبراني في العاصمة أبو ظبي بالتعاون مع شركة غوغل العالمية، وهي مبادرة تؤكد التزام الإمارات بخطواتها المتواصلة نحو التحول الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني.
وتتماشى هذه المبادرة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتميز في الأمن السيبراني.
وتعكس هذه المبادرة حرص الدولة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، والالتزام ببناء منظومة رقمية آمنة ومتقدمة تواكب التطورات العالمية وتوفر بيئة موثوقة للأعمال والمؤسسات في مختلف القطاعات، كما يُجسد الاستراتيجية الأوسع للدولة نحو الاستثمار في التقنيات الناشئة وتمكين الكفاءات الوطنية لضمان الريادة الإقليمية والعالمية في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مما يعزز من مكانة الإمارات كوجهة رائدة للابتكار والاستثمار في القطاع الرقمي.
وتأتي هذه المبادرة في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي شهدت لقاءات مكثفة جمعته بقادة ورؤساء عدد من الشركات العالمية الرائدة، بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع دولة الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، حيث ركزت المناقشات على دور التقنيات الحديثة في تسريع النمو المستدام، ودعم الابتكار على المستوى العالمي، وتطوير البنية التحتية الرقمية التي تُعد أساسًا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة.
ويعد تدشين هذا المركز، بالتعاون بين مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات وشركة غوغل كلاود، ترجمةً لجهود الدولة المتواصلة التي تهدف تعزيز قدرة الدولة على التصدي للتهديدات السيبرانية، ودعم التحول الرقمي الآمن، ودعم الشركات الناشئة في مجال ريادة الأعمال، من خلال تمكينها من الاستفادة من خدمات غوغل كلاود المصممة خصيصاً للشركات الناشئة.
جدير بالذكر أن شركة غوغل كلاود قد أعلنت في وقت سابق عن برنامج للمسرعات خلال العام الجاري، حيث يتم من خلاله اختيار 25 شركة ناشئة واعدة من منظومة Hub71 للمشاركة في برنامج مدته ثلاثة أشهر، يركز على استراتيجيات النمو القابلة للتوسع وتحسين نماذج الأعمال. إضافة إلى ذلك، ستكون جميع الشركات الناشئة ضمن منظومة Hub71 مؤهلة للحصول على تمويل من شركة غوغل كلاود، حيث يمكن لأفضلها أداءً أن تحصل على تمويل يصل إلى 300,000 دولار، وهو ما يعد الأعلى عالميًا.
ويُشكل هذا المركز، نموذجًا متميزًا للتعاون البنّاء بين القطاعين الحكومي والخاص. وتطوير الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة موثوقة تدعم الأعمال والمؤسسات في إطار مسيرة التحول الرقمي الآمن في مختلف القطاعات. حيث ستقوم شركة غوغل كلاود، بدعم من مجلس الأمن السيبراني، باستثمارات كبيرة في تعزيز قدرات الحوسبة السحابية المتقدمة في دولة الإمارات.
وستعتمد هذه المبادرة على البنية التحتية العالمية الآمنة والقابلة للتوسع وعالية الأداء التي توفرها شركة غوغل كلاود لتكون الأساس المطلوب للابتكار المتقدم في مجال الأمن السيبراني، بما يؤكد التزامها المستمر نحو مواكبة رؤية الإمارات للأمن السيبراني، وثقة الدولة في قدرات المنصة الأمنية العالمية لتعزيز مرونتها السيبرانية.
كما يعكس المركز التزام دولة الإمارات باستشراف المستقبل الرقمي، حيث يسعى إلى تمكين الدولة من مواجهة التحديات السيبرانية المتنامية، وترسيخ ريادتها على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي، كما ستساهم الشراكة مع شركة غوغل في دعم تبادل المعلومات حول التهديدات والاستخبارات السيبرانية، وذلك لتعزيز القدرات الدفاعية في مجال الأمن السيبراني.
ويُتوقع أن يُحقق هذا المركز عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لدولة الإمارات، حيث سيعمل على تقليل المخاطر الناجمة عن الهجمات السيبرانية، ودعم نمو قطاع التكنولوجيا، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
ووفقًا لدراسة أعدتها شركة Access Partnership، فإن تعزيز القدرات السيبرانية في الدولة قد يُسهم في تفادي خسائر تُقدر بنحو 6.8 مليار دولار ناتجة عن الجرائم السيبرانية بحلول عام 2030.
كما سيساعد المشروع في توفير أكثر من 20,300 فرصة عمل في قطاع الأمن السيبراني، إلى جانب جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 1.4 مليار دولار خلال الفترة ذاتها. بالإضافة إلى ذلك، ستُعزز البيئة السيبرانية المتطورة في الدولة من سرعة التحول الرقمي، مما يرفع الإنتاجية الاقتصادية ويدعم تنافسية الإمارات على المستوى العالمي.
ويأتي إطلاق هذا المركز كجزء من الجهود المستمرة لمجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات، الذي يتولى الإشراف على المشروع، لضمان تحقيق رؤية الدولة في بناء منظومة رقمية آمنة ومستدامة.
ويعكس المركز التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، حيث يُعد نموذجًا للشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين رؤية القيادة الرشيدة وخبرات الشركات العالمية الرائدة مثل شركة غوغل لتوفير بيئة تقنية متكاملة تدعم الابتكار وتُعزز من مكانة الإمارات كمحور عالمي للتكنولوجيا والأمن السيبراني.