قالت وكالة الأنباء - التي تديرها جماعة الحوثي اليمنية - اليوم السبت (30 أغسطس آب 2025) نقلا عن بيان لرئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، إن رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعددا من الوزراء قتلوا في غارة جوية على العاصمة صنعاء.

وأضاف البيان أن عددا آخر من الجرحى سقطوا في هذه الغارة التي وقعت قبل أمس الخميس، دون تقديم تفاصيل. ولم يوضح بيان المشاط إنْ كان وزير الدفاع من بين القتلى.

وقالت إسرائيل أمس الجمعة إن الغارة استهدفت رئيس أركان الجماعة المتحالفة مع إيران ووزير الدفاع ومسؤولين كبارا آخرين وإنها تتحقق من النتائج.

"الرهوي مجرد واجهة"

وتولى الرهوي رئاسة الوزراء قبل عام تقريبا، لكن الرئيس الفعلي للحكومة هو نائبه محمد مفتاح الذي تم تكليفه اليوم السبت بالقيام بمهام رئيس الوزراء. وكان يُنظر إلى الرهوي إلى حد كبير على أنه مجرد واجهة وأنه بعيد عن الدائرة الداخلية للقيادة الحوثية.

ونقلت وكالة أنباء يديرها الحوثيون عن وزير الدفاع بالجماعة قوله إن جماعة الحوثي مستعدة لمواجهة إسرائيل في أعقاب غارة إسرائيلية على صنعاء قبل أمس الخميس. ولم تذكر تصريحات وزير الدفاع بجماعة الحوثي غارة الخميس، ومن غير الواضح إن كانت قد صدرت قبلها أم بعدها.

أكبر مسؤول سياسي يُقتل بالمواجهات الحوثية الإسرائيلية

وأوردت قناة المسيرة التابعة للمتمردين اليمنيين على حسابها على تطبيق تلغرام بيانا قالت إنه صادر عن "رئاسة الجمهورية اليمنية" في مناطق الحوثيين غير المعترف بها، أكد مقتل "أحمد غالب الرهوي رئيس الوزراء … مع عدد من رفاقه الوزراء يوم الخميس الماضي". وتابع البيان: "جُرح عدد من الوزراء بإصابات متوسطة وخطيرة … وهم تحت العناية الصحية"، مشيرا إلى أن الاستهداف جاء خلال "ورشة عمل اعتيادية للحكومة".

وكان الحوثيون عينوا أحمد غالب الرهوي رئيسا للحكومة التي تعمل في مناطق سيطرتهم، في أغسطس/آب 2024، خلفا لعبد العزيز بن حبتور. وكان الرهوي الذي ينحدر من جنوب اليمن، ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الراحل علي عبد الله صالح والذي تحالف جزء منه مع الحوثيين.

ويشار إلى أن السلطات اليمنية المعترف بها دوليا تتخذ من مدينة عدن مقرا موقتا.

ويرى الخبير في الشؤون اليمنية محمد الباشا المقيم في الولايات المتحدة، في العملية الإسرائيلية تحولا في الاستراتيجية التي استهدفت في السابق بنى تحتية في اليمن. ويقول لوكالة فرانس برس: "تشير الضربات إلى تحول في التركيز العملياتي الإسرائيلي، من استهداف البنية التحتية للنقل والطاقة إلى استهداف شخصيات بارزة"، مضيفا أنه "تصعيد من المرجح أن يهز أركان قيادة الحوثيين".

واستهدفت الغارات الإسرائيلية قبل أمس الخميس منطقة عطان في جنوب غرب صنعاء ومنزلا في منطقة بيت بوس جنوب العاصمة، على ما أفاد وقتها شهود في العاصمة فرانس برس، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة أُطلقت من اليمن نحو إسرائيل. ويقول المتمردون اليمنيون إن هجماتهم تصب في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة.

إسرائيل لا تزال تتحقق من النتائج

وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي يوم أمس الجمعة (29 أغسطس آب 2025) بأن إسرائيل استهدفت رئيس أركان جماعة الحوثي ووزير دفاعها وشخصيات بارزة أخرى في غارات جوية على صنعاء في اليمن قبل أمس الخميس، ولا تزال تتحقق من النتائج.

وأفادت مصادر حكومية يمنية لرويترز بمقتل أسعد الشرقبي المشرف على وزارة دفاع الجماعة في الغارات. وأضافت المصادر أن غارة إسرائيلية أخرى استهدفت موقعا عسكريا يرتاده رئيس الأركان محمد عبد الكريم الغماري.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قصفت مجمعا في صنعاء كانت تتجمع فيه شخصيات حوثية بارزة، واصفا الهجوم بأنه "عملية معقدة" أمكن تحقيقها بفضل جمع معلومات مخابراتية وبفضل التفوق الجوي.

إسرائيل انتهزت "فرصة مخابراتية لتنفيذ الضربة"

وقال مسؤول عسكري في بيان "انتهزنا فرصة مخابراتية لتنفيذ الضربة، وتصرفنا بدقة وسرعة في اللحظة المناسبة". وقالت مصادر أمنية إسرائيلية قبل أمس الخميس إن القوات استهدفت مواقع مختلفة كان يتجمع فيها عدد كبير من كبار المسؤولين الحوثيين لمشاهدة خطاب تلفزيوني مسجل لزعيمهم عبد الملك الحوثي.

وذكر راديو الجيش الإسرائيلي يوم أمس الجمعة أن إسرائيل استهدفت رئيس الأركان ووزير الدفاع في جماعة الحوثي اليمنية قبل أمس الخميس، وأنه ينتظر تأكيدا لنتيجة الهجوم.

الحوثيون نفوا في البداية؟

وكانت وكالة أنباء تديرها الجماعة نقلت عن مصدر بوزارة الدفاع التابعة للحوثيين نفيه قبل أمس الخميس تقارير عن استهداف قيادات في صنعاء.

ويهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران سفنا في البحر الأحمر فيما يصفونه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة. كما أطلقوا صواريخ باتجاه إسرائيل، تم اعتراض معظمها. وردت إسرائيل بشن غارات على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة الحيوي.