مسلح حوثي يقتل نازحاً أعزل أثناء استلام مساعدات إنسانية في الحديدة غرب اليمن

  • 2025-09-01 05:45:33

اليمن -الحديدة :

   لقي المواطن عيسى محمد هيجان عضابي، وهو نازح من أبناء مديرية حرض، مصرعه يوم السبت الموافق 30 أغسطس 1447هـ، أثناء استلامه لمساعدات إغاثية شتوية في منطقة دير راجح بمديرية الزهرة بمحافظة الحديدة.

ووفقاً لشهود عيان، فإن الضحية، وهو رب أسرة يعيل طفلتين صغيرتين، كان يتزاحم مع عشرات النازحين للحصول على حصته من البطانيات والفرش المقدمة من إحدى المنظمات، حين اندلعت مشادة بسيطة بينه وبين شخص يُدعى أبو هاشم غلفان، احد العناصر المحسوبة على جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وبحسب المصادر، تطورت المشادة سريعاً، حيث أطلق غلفان النار على الضحية من سلاحه الشخصي بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته بعدة طلقات في الوجه والصدر والبطن والأطراف، ليفارق الحياة على الفور، فيما أصيب عدد آخر من النازحين بجروح.

وأفادت المعلومات أن المسلح غادر مكان الحادث برفقة مسلحين آخرين على متن طقم عسكري، ولم تتمكن السلطات المحلية حتى الآن من القبض عليه.

أهالي الضحية وناشطون محليون أعربوا عن استنكارهم للجريمة، معتبرين أن تجاهل القبض على القاتل يعود إلى أن الضحية “مواطن فقير أعزل من تهامة”، مطالبين الحكومة والجهات القضائية بالقيام بواجبها وإنفاذ القانون دون تمييز.

كما وجّه ناشطون نداءً إلى قيادة جماعة أنصار الله، مطالبين زعيمها عبد الملك الحوثي بعدم التسامح مع مرتكبي الجريمة، والحرص على تطبيق مبدأ القصاص الذي أقرّه الشرع والقانون، حتى لا يفلت الجناة من العقاب.

الجريمة تركت صدى واسعاً في أوساط النازحين، خصوصاً أن الضحية كان يعيل طفلتين لم تتجاوزا العشر سنوات، وقد فقدتا والدهما بشكل مأساوي.

جدير بالذكر أن جماعة الحوثيين واجهت اتهامات متكررة من منظمات دولية بسرقة أو عرقلة وصول المساعدات الإنسانية. ففي ديسمبر 2018 أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) أنه اكتشف أدلة على تحويل المساعدات في مناطق خاضعة للحوثيين، ملوّحاً بوقف التوزيع ما لم يتم اعتماد نظام رقابة بيومتري يضمن وصول الغذاء لمستحقيه. وفي يونيو 2019 بدأ البرنامج بالفعل تعليقاً جزئياً للمساعدات في صنعاء بعد تعثر التفاهمات مع سلطات الحوثيين.

كما وثّقت وكالة أسوشيتد برس في تحقيق استقصائي (2018) ووقائع لاحقة (2020) تورط مسلحين حوثيين في بيع مساعدات في السوق السوداء ونهب مخازن إغاثية بمحافظة حجة. وفي تقرير موسع لـ هيومن رايتس ووتش (سبتمبر 2020) وُصفت ممارسات الحوثيين بأنها “سجل فاقع” من العرقلة والضغط على منظمات الإغاثة لتحويل المساعدات لصالح مقاتليهم ومسؤوليهم.

هذه التقارير تعكس تحديات إنسانية كبرى يواجهها ملايين اليمنيين، وتثير مخاوف من تكرار مثل هذه الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين .

متعلقات