مسؤول قطري: تأثيرات ضربة الدوحة تجاوزت حدود الخليج
- 2025-09-22 08:42:22

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة قبل أيام غيّر نظرة دول المنطقة إلى إسرائيل، مؤكدا أن قطر ستناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "التهديد الجديد" الذي تشكله إسرائيل في المنطقة.
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن الأنصاري قوله إن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في الدوحة "لحظة غيرت المجتمع القطري إلى الأبد".
وأضاف الأنصاري، الذي يشغل أيضا منصب مستشار رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "لأول مرة في تاريخنا يقتل أحد مواطنينا من جراء غارة جوية على بلدنا. الغارة لم تكن مبررة ولم تكن لها أي علاقة بدخول قطر في أي صراع عنيف، بل أتت نتيجة مباشرة لاختيار قطر أن تكون فاعلا من أجل السلام".
وأكد المسؤول القطري أن تأثيرات الغارة، التي استهدفت اجتماعا لمسؤولي حماس في التاسع من سبتمبر الجاري، تجاوزت حدود الدول الخليجية.
وأشار إلى أن الهجوم غير المسبوق "لم يغير المجتمع القطري فحسب، بل غير أيضا تصور مجلس التعاون الخليجي للتهديد الذي تشكله إسرائيل لأول مرة في تاريخ الكتلة، التي تضم أيضا البحرين والكويت وعمان والسعودية والإمارات".
ومن المرتقب أن تعقد قمة بين دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وستكون قضية "إدراك التهديد الجديد في المنطقة، وكيف يجب أن تكون علاقتنا مع الولايات المتحدة في ظل هذا التهديد الجديد" من بين القضايا الرئيسة التي سيتم مناقشتها، بحسب تعبير الأنصاري.
وبعد الغارة، لم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعادة ضرب قطر في المستقبل، مشيرا إلى أن إسرائيل "ستستهدف أي دولة تؤوي الإرهاب" على حد تعبيره.
وقال الأنصاري إنه "رغم إيمان الدوحة القوي بمتانة العلاقة مع واشنطن، فإننا نشعر بالحاجة إلى إحساس متجدد بالضمان".
وأضاف: "أولويتنا الآن هي معالجة الهجوم، والحفاظ على سيادتنا وأمن شعبنا، والتأكد من محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم".
وأثار الهجوم تساؤلات حول مستقبل الوساطة القطرية بين إسرائيل وحماس، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة.
وأكد الأنصاري أن هجوم الدوحة قوض الثقة في الموقف الإسرائيلي، كما تساءل عن جدوى المحادثات بعد الهجوم.
وقال: "عندما يوافق طرف على مقترح ويرسله للطرف الآخر، ومن ثم تُقصف الدولة المضيفة للمفاوضات ويُستهدف المفاوضون الذين أُرسلوا لدراسة المقترح، ما جدوى المحادثات بعد ذلك؟".
وأكمل:"كيف يمكن أن تبدو عقلانيا وتطلب من الطرف الآخر الاجتماع مرة أخرى لمناقشة مقترح، إذا تبين أن الطرف الآخر ينتظر أن يجلس المفاوضين على الطاولة لتصفيتهم؟".
وأضاف الأنصاري: "ما جدوى محادثات السلام إذا لم تقدم ضمانات بعدم تكرار ما حدث، وأن الطرف الآخر يسعى للسلام، وأن الرهائن وأهالي غزة أهم لصانعي القرار من أجندتهم السياسية ومواعيد محاكماتهم؟".
بالمقابل، رأى الأنصاري أنه لا يوجد أي بديل للحل الدبلوماسي، زاعما أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق النصر العسكري بمفردها.
وعند سؤاله عن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في يونيو الماضي، إبان حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل، قال الأنصاري إن الإيرانيين "اعتذروا رسميا وقدموا ضمانات بعدم تكرار الهجوم، بينما الإسرائيليون يتباهون بعمليتهم وتركوا الباب مفتوحا لعمليات مستقبلية".
وأكد الأنصاري أن استهداف إسرائيل لقطر ولدول عربية أخرى، ساهم في تغيير وجهة نظر مجلس التعاون الخليجي تجاه تل أبيب التي كانت تعتبر "شريكا محتملا للسلام".
وذكر المسؤول القطري أن إسرائيل "أثبتت بالفعل أنها تهدد جيرانها، حوالي 7 دول في المنطقة، من خلال مهاجمة الأسطول البحري، وضرب جنوب لبنان، وضم أجزاء من جنوب لبنان وسوريا، وقصف اليمن".
ورأى الأنصاري أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو العمل مع المجتمع الدولي، بمساعدة الولايات المتحدة وغيرها من الدول، لضمان أمن جميع شعوب المنطقة.