الإمارات تؤكد على أولوية التوصل لهدنة إنسانية فورية بالسودان

  • 2025-12-11 06:28:21

أبوظبي -- أكدت وزيرة دولة في دولة الإمارات لانا نسيبة، الخميس، على أولوية تنفيذ هدنة إنسانية في السودان بشكل فوري.

وأبرزت نسيبة، خلال مؤتمر صحفي: "إننا في مشاورات منتظمة بشأن الصراع المروع الجاري في السودان، ونرحب بقرار البرلمان الأوروبي لدعم جهود الوساطة في السودان، وكذلك بنتائج اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الذين أكدوا في ختامه على أولوية جهود الوساطة من أجل التوسط للوصول إلى هدنة إنسانية فورية في السودان، تليها وقف دائم لإطلاق النار، ومن ثم انتقال إلى حكومة مدنية مستقلة في السودان"، مؤكدة أن هذا هو الأساس الجوهري لجهود الوساطة التي ندعمها بالكامل، ونحن نجتمع بانتظام مع نظرائنا الأوروبيين بشأن شروط التهدئة".

وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية الصادر في سبتمبر يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، ورسم خريطة طريق واقعية للتهدئة، كما أن المجموعة الرباعية أكدت أن السودان يجب ألا يكون له مستقبل تحدده الجماعات المتطرفة، ولا أن يصبح دولة هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذا آمنا؛ فالحكومة المدنية المستقلة هي الطريق نحو سودان مستقر وآمن.

وذكرت نسيبة: "أظهر تقرير صادر حديثا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التزاما إنسانيا بلغ 800 مليون دولار في السنوات الأخيرة. وهذا بخلاف إطلاق صندوق إنساني بقيمة نصف مليار دولار مؤخرا، ما يجعل الإمارات ثاني أكبر مانح للسودان بعد الولايات المتحدة. لذلك، نحن ملتزمون تجاه شعب السودان، ومصممون على تحقيق هدنة إنسانية فورية ووقف إطلاق نار دائم".

وأضافت: "إن تاريخ السودان يوضح أنه بلد بالغ التعقيد، وقد مرّ بحالات انقسام سابقة، وهو اليوم منقسم بسبب حرب أهلية بين طرفين أطاحا بعملية الانتقال المدني بقيادة رئيس الوزراء السابق حمدوك، ليتحول الوضع إلى حرب أهلية بين جنرالين لم يقدّما مصلحة شعبهما في أي مرحلة من هذه المعاناة المروعة التي ألحقت ضررًا بالغًا بالمدنيين، وجرى فيها استخدام الغذاء كسلاح، واضطر خلالها الناس إلى الفرار بحثًا عن الأمان نحو دول مجاورة تعاني أصلًا من الهشاشة".

وشددت على أن "صيغة الرباعية بقيادة الإدارة الأميركية الحالية هي الأقرب التي نصل إليها حتى الآن نحو خارطة طريق لانتقال سياسي في السودان، تضمن خروج الطرفين المتنازعين، وانتقالا فعليا إلى حكم مدني على الأرض، ودولة لا تتحول مجددا إلى ملاذ للجماعات الإرهابية العابرة للحدود والتي هددت استقرار العالم في تسعينيات القرن الماضي خلال فترة حكم البشير".

من جهته، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الهدنة الإنسانية في السودان واستمرار المساعدات دون عوائق أمران ضروريان، مشددا على أن الحرب الدائرة في السودان لا يمكن لأي طرف أن يحقق فيها نصرا.

وأوضح قرقاش، في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة "إكس": "وسط الصراع وتراجع الدعم من المانحين، تتعهد الإمارات العربية المتحدة بتقديم 550 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفا حول العالم".

وأضاف: "في السودان، الهدنة الإنسانية واستمرار المساعدات دون عوائق أمران ضروريان، فهذه الحرب لا يمكن كسبها".

وتابع: "في السودان وغيرها، حان الوقت لإنهاء الحسابات القاسية لخفض المساعدات".

هذا وقالت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات، إن الأطراف المتحاربة الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، والميليشيات المتحالفة معهما، تتحمل مسؤولية الهجمات المتكررة على المدنيين ومنع وصول المساعدات.

وبحسب التقييمات الإنسانية الحديثة، يحتاج أكثر من ثلاثين مليون شخص، وهو ما يزيد ما يزيد على نصف سكان السودان، إلى مساعدة إنسانية عاجلة أو حماية.

كما تم تهجير قرابة اثني عشر مليون شخص منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، ليشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم اليوم

متعلقات