النووي الإيراني.. طاولة ساخنة في فيينا لإنقاذ الاتفاق
2021-04-05 09:19:09
تستضيف العاصمة النمساوية، فيينا، الثلاثاء، اجتماعا تحضره القوى الكبرى في العالم من جهة، وإيران من جهة أخرى، لإنقاذ الاتفاق النووي.
ويشارك في هذا الاجتماع ممثلو الدول التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق المبرم عام 2015، وتشمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإضافة إلى روسيا والصين.
ولن تحضر الولايات المتحدة، التي خرجت من الاتفاق عام 2018، بعد قرار الرئيس الأميركي السباق، دونالد ترامب، الذي أعاد بموجبه فرض العقوبات على نظام طهران.
غير أن الاجتماع سيكون عمليا مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي: "ستكون إيران والولايات المتحدة في المدينة نفسها، لكن ليس في الغرفة نفسها"، وفق "رويترز".
وأكد الاتحاد الأوروبي أن الجهات المنسقة ستجري "اتصالات منفصلة" بين أطراف الاتفاق من جهة، والولايات المتحدة، بحسب "فرانس برس".
جوهر الخلاف
وعادت الحرارة كثيرا إلى ملف البرنامج النووي الإيراني، بعدما تولت إدارة الرئيس جو بايدن السلطة في واشنطن، في يناير الماضي، مع إعلان اعتزامها العودة إلى الاتفاق المبرم عام 2015.
والنقطة الجوهرية في اجتماع جنيف هو الإجراءات المطلوبة لرفع العقوبات عن طهران، مع عودة الأخيرة عن الانتهاكات التي ارتكبتها بحق التزاماتها وفقا للاتفاق.
وثمة خلاف بين واشنطن وطهران عن كيفية العودة إلى الاتفاق، فالأولى ترى أن طهران يجب أن تعود أولا إلى الاتفاق وهو ما رفضته الثانية، كما رفضت العودة المتزامنة للاتقاق. وتصر طهران على رفع العقوبات أولا.
والسبت، رفضت إيران عرضا أميركيا يقوم على رفع العقوبات تدريجيا أو ما يعرف بـ" خطوة بخطوة"، وأعاد التأكيد على موقفها القاضي برفع كل العقوبات، وذلك بعد محادثات تمت عبر الفيديو، الجمعة.
وقبل بدء المحادثات المرتقبة في فيينا، دعت باريس طهران إلى اتخاذ موقف بنّاء في المحادثات، لكن طهران في المقابل دعت فرنسا إلى "احترام التزاماتها بموجب الاتفاق، وإلى التوقف عن الالتزام بالعقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة".
سباق مع الزمن
وقال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق لإحياء الاتفاق، إن الهدف هو التوصل لاتفاق خلال شهرين، وفق "رويترز".
ورحبت واشنطن باجتماع فيينا معتبرة إياه "خطوة للامام"، لكنها قالت غنها لا تتوقع "انفراجا فوريا"، وإنما "مناقشات صعبة".
ومن ناحيته، قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف إن موسكو تتوقع انطلاق محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن استعادة الاتفاق النووي بعد اجتماع الغد
وشدد على أن إيران مستعدة للعمل على معايير العودة للامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي.
ويسابق الدبلوماسيون الزمن من أجل الوصول إلى حل، فثمة انتخابات في إيران خلال يونيو المقبل، سيختار فيها الإيرانيون رئيسا جديدا، مما قد يعقد الأمور، خاصة في حال صعود المتشددين إلى السلطة.
والأمر الثاني، أن خطوات إيران المتسارعة للتحلل من التزامات البرنامج النووي، جعلتها أقرب من أي وقت مضى من حيازة السلاح النووي، هو ما لا ترغب به القوى الكبرى.