شهد عام 2021 جملة من الاكتشافات الأثرية والتاريخية المذهلة، التي تميط اللثام عن جوانب مختلفة عن الإنسان الأول وكذلك حضارات العالم القديم، وما تحويه من كنوز.
وتساهم هذه الاكتشافات في التعرف إلى أنماط الحياة القديمة وتفتح بعضها الباب أمام إعادة كتابة التاريخ بالنسبة لبعض الاكتشافات المؤثرة التي تكشف جوانب لم تكن معروفة من قبل.وهذه أبرز الاكتشافات التي رصدت خلال العام 2021:
حضور عربية
شهدت دول عربية عدة اكتشافات حجزت مكانتها ضمن أبرز الاكتشافات التاريخية والأثرية في العام 2021؛ بداية من المدينة الذهبية في الأقصر (جنوب مصر)، والتي تم الإعلان عنها في أبريل الماضي من جانب عالم المصريات زاهي حواس.
وهي المدينة المفقودة تحت الرمال بمدينة الأقصر، وكانت تسمى "صعود آتون"، ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث. وهي "أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر".
وعربياً أيضاً، تعتبر منحوتة الجمل في شمال السعودية ضمن أبرز اكتشافات العام، وهي عبارة عن 12 لوحة حجرية للإبل والحمير البرية في شمال المملكة تعتبر الأقدم في العالم، إذ يعود تاريخها إلى 8000 عام، طبقاً لما توصل إليه العلماء أخيراً بعدما كانوا يعتقدون بأن عمر النقوش المرصودة في شمال البلاد يعود إلى قبل العام 5000 ق.م.
وفي لبنان، تم الإعلان في سبتمبر عن اكتشاف مقبرة جماعية، في قلعة صيدا (على الساحل الشرقي للبحر المتوسط) تضم المقبرة 25 شخصاً، ممن قتلوا خلال الحملات الصليبية فى القرن الـ 13. وتعطي دلالات على الطريقة التي قتل بها الجنود.
وفي كهف كونتريبانديرس بالمغرب عُثر للمرة الأولى على دليل غير مباشر عن أقدم الملابس والأزياء، وما كان يرتديه الإنسان في العصر الحجري وكيفية صناعة ملابسه، وذلك بعد أن تم اكتشاف 62 أداة لتنعيم ومعالجة جلود الحيوانات، يعود تاريخها إلى قبل 90 أو 120 ألف سنة.
الفن القديم
ضمت قائمة الاكتشافات هذا العام عدة اكتشافات مرتبطة بالفن القديم، من بينها اكتشاف آثار يد وأقدام أشباه البشر، وذلك على هضبة تشينغهاي - التبت، تعود إلى العصر الجليدي الأوسط للتبت، فيما أطلق عليه "الفن الجداري الأقدم". ويُظهر الاكتشاف آثار أيادي وأقدام أطفال على الهضبة منذ 200 ألف عام، فيما عد أول دليل على أن أسلاف الإنسان عاشوا في تلك المنطقة وربما يمثلون أقدم فن صخري أو جداري.
وفي إندونسيا، تم اكتشاف أقدم فن صخري تصويري هناك، حيث عثر العلماء على رسومات تعود إلى ما قبل 44 ألف عام، وذلك داخل كهف بجزيرة سولاويسي (الجزيرة الـ11 الأكبر في العالم، تقع شرق بورنيو). تظهر الرسومات كائنات مهجنة ما بنصف حيواني وآخر إنساني، بينما تصطاد فرائسها من النازير والجاموس بالحبال والرماح.
وفي مارس 2021، عثر علماء الآثار في اسكتلندا على أكثر من 1200 أداة حجرية تعود إلى العصر الحجري الوسيط، ترجع إلى ما يقرب من 6000-10000 سنة، وذلك على نهر دى فى أبردينشاير فى أسكتلندا، منها أدوات لإعداد الطعام والذبح.
اكتشافات مذهلة
ومن بين أبرز الاكتشافات المذهلة هذا العام، آثار الأقدام البشرية الأقدم على الإطلاق في أميركا الشمالية (تعود إلى ما قبل 23 ألف عام)، وهي دالة على وجود البشر في أميركا الشمالية في وقت مبكر عن ما يعتقده علماء الآثار، وذلك على شاطئ قاع بحيرة قديم في متنزه وايت ساندز الوطني في نيو مكسيكو.
وفي شهر أبريل من العام نفسه، أُعلن عن أحد أهم الاكتشافات في فرنسا بعد دراسة الأنماط المحفورة على لوح صخري يعود إلى قبل 4 آلاف عام (2 متراً في 1.5 متر) اكتشف حديثاً، ويُعتقد بأنه يشكل أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد في أوروبا، تعود إلى العصر البرونزي.
وفي أبريل أيضا، اكُتشف حجر أثري في إيطاليا (يبلغ ارتفاعه ستة أقدام، ويعود إلى ما يزيد عن ألفي عام)، يرسم حدود المنطقة المقدسة القديمة في روما. ويساعد هذا الاكتشاف الأثري في الكشف عن أسرار الحضارة الإتروسكانية (وهي أولى الحضارات التي سكنت إيطاليا، وتعد أكثر تلك الحضارات غموضاً بالنسبة للعلماء والباحثين).
وفي شمال شرق الصين، وتحديداً في شهر يونيو من العام 2021، تم الإعلان عن اكتشاف ما وصف بـ "جمجمة الرجل التنين" في قاع بئر، يعود عمرها إلى من 138 إلى 309 آلاف عام.
كنوز
وفي ألمانيا، عثر على "أكبر كنز روماني" من الفضة (في معسكر روماني قديم في أوغسبورغ)، يصل عمره إلى قرابة الألفي عام. ويضم أكثر من 5500 قطعة نقدية فضية.
وفي بريطانيا، اكتشف زهاء 60 قبراً ومجموعة من القلائد الثمينة، تعود إلى 400-650 م، وتضم مجموعة من الأدوات الجنائزية. ويصف خبراء الآثار هذا الاكشتاف بأنه واحد من أهم الاكتشافات منذ العثورة على سفينة الدفن ويزعم الخبراء أن سحب القطع الأثرية هو أحد أهم الاكتشافات الأثرية لعلم الآثار البريطاني منذ العثور على سفينة الدف ساتون هوو في العام 1938.
اكتشافات بالصدفة
وفيما عادة ما تقود الصدفة في بعض الأحيان إلى اكتشافات تاريخية. فقد شهد العام وقائع مماثلة؛ ففي اليونان، عُثر على تمثال لثور صغير عمره 2500 عام، وذلك في مدينة أولمبيا القديمة.
وهو الاكتشاف الذي وُصف بـ "اكتشاف الصدفة" على اعتبار أنه تم العثور عليه بسبب هطول الأمطار، على مقربة من معبد زيوس وحرم ألتيس المقدس.
وفي ألمانيا، اكتشفت لوحتان زيتيتان أصليتان لفنانين أوربيين (الإيطالي بيترو بيلوتي، و الهولندي صموئيل فان هوغستراتن) يعود تاريخهما إلى القرن الـ 17، وذلك عبر سائق يبلغ من العمر 64 عاماً، وجدهما عند محطة خدمة الطرق السريعة.