عودة ليبيا.. طائرة الدبيبة تحط في المطارات العربية
2021-04-08 12:37:52
قال خبراء ومحللون سياسيون ليبيون إن هناك توجها عاما لدى الحكومة الليبية الجديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة للانفتاح على الأشقاء العرب، وهو ما تؤشر له زياراته الخارجية.
ويرى المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح، أن حكومة الدبيبة ترى في الأشقاء العرب امتدادا طبيعيا لليبيا، وأن العلاقات بين الدول العربية لا تتوقف عند كونها علاقات مصلحية بين دولتين، بل هناك روابط الأخوة والتاريخ المشترك.
وأضاف مفتاح، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا التوجه ظهر مع استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد في طرابلس، وهو أول رئيس يزور طرابلس منذ سنوات، وكذلك الزيارة التي قام بها الدبيبة إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له، والزيارة الحالية إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي تؤشر وبقوة مركزية التوجه العربي في الحكومة الجديدة.
ويعتقد المحلل السياسي الليبي أن زيارة الدبيبة إلى دول الخليج تعبر عن اهتمام هذه الدول بالملف الليبي ومحاولاتها إيجاد مخارج للأزمة والتوجه نحو الاستقرار، كما تنبهت الحكومة الجديدة إلى أهمية استثمار التعاون في العلاقات الأخوية مع الدول العربية، وهذا هو الوضع الطبيعي، وأن أي حكومة تغفل أهمية العلاقات العربية هي تغرد خارج السرب.
وأشار إلى أن الأزمة الليبية جزء كبير منها مرتبط بغياب الوسيط المقبول بين مختلف أطراف الأزمة، والدول العربية هي خير من يلعب دور الوسيط بين الفرقاء بسبب علاقات الإخوة والدم.
الدعم الاقتصادي
من جانبه يرى المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، أن الحكومة الحالية لديها عدة استحقاقات عليها أن توفي بها على المستوى الداخلي، وعلى رأسها تحسين الأوضاع الاقتصادية، ومن ضمن وعود الدبيبة كانت عودة المستثمر الأجنبي والشركات إلى ليبيا مرة أخرى لإعادة الإعمار.
وأضاف بلقاسم، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كثير من اللقاءات التي يجريها الدبيبة تكون غالبا حول دعم الاقتصاد وتنشيط إعادة الإعمار، فهو يفكر ويركز على المجال الاقتصادي، فصلا على احتواء الجميع وتقوية علاقاته.
وأشار إلى أن زيارة الدبيبة للإمارات، مؤشر على أن دول الخليج ستكون شريكة لليبيا في الفترة القادمة، وقد تزيد الاستمارات الخليجية، وخاصة بعد تبدل الأوضاع بعد اتفاق العلا والمصالحة العربية، بحيث لم تعد ليبيا محل خلاف داخل البيت الخليجي الواحد واي دعم الآن سيصب في مصلحة الدولة الليبية.
الزيارة الأولى
وتعد زيارة الدبيبة الخارجية هي الثانية له منذ توليه منصبه، بعد زيارة القاهرة، والتي التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتم التوافق على تبادل الزيارات على مستوى المسؤولين التنفيذيين لنقل الخبرة والتشاور بشأن كافة القطاعات التي سيتم التعاون فيها، خاصةً على مستوى الخدمات واستعادة الأمن، إلى جانب التعاون الاقتصادي، وكذا تأهيل الكوادر الليبية في مختلف المجالات.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، أول رئيس دولة يزور ليبيا، بعد تولي الحكومة الجديدة، عندما قام بزيارة طرابلس في منتصف مارس الماضي، وهي الزيارة الأولى لرئيس تونسي إلى الجارة ليبيا منذ 2012.
وفتحت الزيارة ملفات كانت عالقة بشدة بين البلدين وأثارت كثيرا من الجدل خلال العشر سنوات الماضية، من أهمها المنفذ الحدودي رأس جدير الذي يربط بين البلدين والذي شهد كثيرا من الأزمات الاقتصادية والأمنية.
وقال مصدر مقرب من حكومة الدبيبة وقتها لـ"سكاي نيوز عربية" إن الطرفين ناقشا خلال المباحثات التي عقدت في العاصمة طرابلس بعض المواضيع التي تخص المعبر منها ضرورة وجود تسهيلات اقتصادية مطلوب تحقيقها من الجانبين وضرورة تشديد الأمن لخنق الإرهاب وتأمين الحدود.
وأكد المصدر أن الخلل السياسي والأمني أفقد الجانبين تبادل تجاري كبير خلال السنوات السابقة، مشيرا إلى أن تونس كانت الشريك الاقتصادي الأول هي ومصر فترة كبيرة نظرا لأنهما دولتين حدوديتين مع ليبيا.
وحسب تقارير البنك الدولي فإن ليبيا تعتبر خامس أقوى شريك اقتصادي لتونس تاريخيا بعد دول الاتحاد الأوروبي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، حيث تتجاوز معاملات تونس التجارية السنوية معها 3 مليارات دولار.
وتتجه سياسات رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، إلى صناعة الاستقرار عبر البوابة العربية، فالدبيبة الذي يجرى حاليا زيارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي بدأها بالكويت ومنها إلى الإمارات، في ثاني زياراته الخارجية بعد زيارة القاهرة، الشهر الماضي، يبدو أنه يدرك جيدا قيمة التقارب مع المحيط العربي للمرور بليبيا إلى بر الأمان.