شدد الاتحاد الأوروبي، الخميس، على أهمية وقف إطلاق النار الشامل للتخفيف من المعاناة الإنسانية باليمن.
جاء ذلك خلال لقاء الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد بن مبارك، بحسب الوكالة الرسمية "سبأ".
وأكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، عن أهمية الاستفادة من الزخم والجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، مشددا على أهمية العمل لوقف إطلاق النار الشامل والتخفيف من المعاناة الإنسانية.
وجدد بوريل موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لأمن ووحدة واستقرار اليمن.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بالنظر في مسألة زيادة الدعم للمشاريع التنموية وبناء القدرات وكذا بحث الطرق والوسائل الممكنة لدعم حكومة اليمن ومساعدتها على توفير الخدمات وتعزيز قدرات المؤسسات المختلفة.
وزير الدفاع اليمني يضع شرطا لنجاح السلام ببلاده
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية اليمني ضمن جولة دبلوماسية أوروبية سلسلة لقاءات منفصلة شملت أيضا مفوضة الشراكات الدولية في المفوضية الأوروبية جوتا أوربيلينن، ونظيرته البلجيكية صوفي ويلمس وعديد من المسؤولين الأوروبيين في بروكسل.
وتأتي الجولة ضمن جهود دبلوماسية للحكومة المعترف بها لحشد المجتمع الدولي لفضح التصعيد العسكري للمليشيات الحوثية من تهديد لحياة المدنيين في مأرب و"استمرار الانقلابيين في عدوانهم لتقويض عملية السلام وعرقلة الجهود الحالية الرامية إلى إنهاء الحرب التي شنتها المليشيات"، وفق الوزير اليمني.
بالرغم من هذا العدوان المتصاعد للمليشيات الحوثية، وفقا لبن مبارك فإن "يد حكومة بلاده كانت وما زالت ممدودة من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم وفق المرجعيات الثابتة انطلاقاً من حرصها ومسؤوليتها على الحفاظ على أرواح أبناء الشعب اليمني كافة".
وعدد المسؤول اليمني انتهاكات مليشيا الحوثي للأطفال بما فيها ارتفاع نسبة استقطاب الأطفال وتجنيد الانقلابيين لصغار السن بمناطق سيطرتهم وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة والزج بهم كوقود لمحارق الموت.
كما تطرق إلى دور إيران التخريبي في اليمن وتزويدها للمليشيات الحوثية بالأسلحة وتقنيات الصواريخ الباليستية والطيران المسير والتي تستهدف فيها الأبرياء من المدنيين في اليمن وفي السعودية بغرض نشر الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار في الإقليم.
وأشار وزير خارجية اليمن إلى مغالطات تروجها مليشيا الحوثي بهدف نهب المساعدات الإنسانية وادعاؤهم بأن 80 بالمائة من سكان اليمن يعيشون في مناطق سيطرتهم، بينما في الواقع اليوم 48 بالمائة من السكان في المحافظات المحررة في ظل الأعداد المتزايدة للمهجرين والنازحين الفارين من بطش الانقلاب.
وطالب المسؤول اليمني الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط على هذه المليشيات لتقدم مصلحة اليمنين على أجندة إيران الخبيثة، محذراً من خطورة غياب موقف دولي حازم تجاه انتهاكات الحوثي.
نهاية جولة جريفيث
وفيما تكثف الخارجية اليمنية نشاطها الدبلوماسي لتوضيح رؤيتها للسلام في البلاد، يترقب الكثيرون نتائج جهود عمانية مدعومة من واشنطن تسعى لتحقيق اختراق في جدار التعنت لمليشيات الحوثي.
والأربعاء، تمسكت مليشيا الحوثي بمطالبها الهادفة تجزئة السلام بزعم فصل الإجراءات الإنسانية عن الملف العسكري، وأكدت أن الوفد العماني بصنعاء يبحث قضايا ذات صلة بالملف الإنساني بينها إعادة فتح مطار صنعاء.
وترفض مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا أولوية الوقف الشامل لإطلاق النار المدعوم من المجتمع الدولي، إذ لم يتضمن بيانها التي زعمت فيه التعاطي الإيجابي مع وفد عمان أي إشارة لوقف النار في أنحاء اليمن وأحياء العملية السياسية.
بالتزامن، أنهى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث زيارة استغرقت يومين إلى إيران ضمن مساعٍ في إحياء السلام.
وقال جريفيث في بيان، تلقته "العين الإخبارية"، إنه ناقش، الخميس، آخر تطورات اليمن مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وكبار المسؤولين الإيرانيين.
وأكّد جريفيث "من جديد أنّ حلّ النزاع يكون من خلال تسوية سياسية شاملة تفاوضية بقيادة يمنية".