كشف مصدر مصري مطلع، عن انشقاقات جديدة داخل تنظيم الإخوان الإرهابي، شهدتها الأيام القليلة الماضية، إثر خلاف جديد محتدم بين القيادات، بطله هذه المرة "بعض أفكار حسن البنا وسيد قطب، وعدد من المؤسسين الأوائل للتنظيم".
وفي أحاديث منفصلة لموقع "سكاي نيوز عربية"، تحدثت مصادر مصرية مطلعة عن تطورات الخلاف بين قيادات التنظيم الإرهابي خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى "أحد اللقاءات التي تمت بين قيادات التنظيم في إحدى العواصم الأوروبية؛ لمناقشة الأزمة ومحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف التراشق الإعلامي بين الطرفين".
وبحسب المصدر، "تشهد الجماعة حالة من التصدع على المستويين الفكري والتنظيمي"، مشيرا إلى أن الأفكار الخاصة بالتأسيس المرتبطة بحسن البنا أو سيد قطب أو المؤسسين الأوائل، "أصبحت محل جدل بين الفرق المتناحرة، خاصة الأفكار الخاصة باستخدام العنف كوسيلة للتغيير".
ويشير المصدر إلى أن "مجموعة لندن بقيادة إبراهيم منير، تحاول بشكل كبير غسل سمعة الجماعة في الوقت الحالي".
وفي التفاصيل، يوضح المصدر أن "الخلاف بين الطرفين بخصوص مسألة العنف لا يرتبط برفض الفكرة أو قبولها، ولكن بتوقيت وآليات توظيفها لخدمة مشروع الجماعة"، لافتا إلى أن تلك المجموعة "تحاول فرض رؤية خاصة بمستقبل التنظيم، تعتمد على غسل سمعة الجماعة من العنف، خاصة في ظل النبذ الشعبي والمجتمعي لهم بعد العمليات الإرهابية في مصر على مدار السنوات الماضية".
وفي خضم الصراع المحتدم بين قيادات جماعة الإخوان الإرهابية والتوقعات من جانب الخبراء والمراقبين أنه سيكتب نهاية التنظيم لا محالة ويقضي على ما تبقى من هيكله، تطفو إلى السطح مجددا فكرة انهيار المشروع الذي وضع قواعده البنا منذ أكثر من 80 عاما، لكنه فشل في تحقيق أي من أهدافه، خاصة مع استدعاء القواعد للأفكار ووضعها في إطار نقدي للمرة الأولى.
مناورة إخوانية
من جانبه، يرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، أحمد سلطان، أن هناك "حالة من الحراك والتغيير الأيديولوجي داخل الإخوان، تشمل أفكار المؤسسين الأوائل. الجماعة تريد تصدير الأمر على اعتبار أنه خلاف ومطلب لدى قطاع داخل التنظيم".وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، يقول سلطان: "مسألة المراجعة التي يحاول الإخوان تصديرها بخصوص أفكار البنا أو قطب، لا تعدو كونها مراوغة إخوانية جديدة من جانب قيادات التنظيم المأزوم".
ويتابع: "الجماعة بدأت العمل على هذا المشروع منذ نهاية 2020، بالتزامن مع الانتخابات الأميركية، وكان هناك توقع من جانب الإخوان بفوز التيار الديمقراطي، وبالتالي حاولت الجماعة العمل على المشروع في إطار خطتها لكسب ثقة الإدارة الجديدة".
مشروع ثلاثي الرؤوس
وأوضح سلطان أن "بعض المسؤولين الأميركيين وجهوا نصيحة لقيادات الإخوان المتواجدين داخل الولايات المتحدة، من بينهم محمد سلطان، بالعمل على مشروع جديد لتقديم أنفسهم للإدارة الأميركية، ومن ثم بدأت الجماعة بالعمل على مشروع ثلاثي الرؤوس يشمل: أولا إعادة التنظيم وتصعيد وجوه جديدة في المراكز القيادية، وبلورة رؤية جديدة حول استخدام العنف كوسيلة، وإعادة النظر في بعض الأفكار الخاصة بالقيادات التاريخية، وتقديم وجه حداثي للإخوان لطمأنة الولايات المتحدة بأنها لا تشكل مصدر خطر".
ونتيجة الخلاف القائم بين قيادات جبهتي لندن وإسطنبول، بدأت تطفو خلافات أخرى حول فكر البنا، وأنه بحاجة للتحديث والتنقية، والمعالجة للتوافق مع العصر الراهن، موضحا أن "الجماعة تنظر لنفسها أنها جزء من الدين، أو هكذا تعرّف نفسها لقواعدها، وهو الضمانة الوحيدة لبقاء الجماعة على قيد الحياة".