بعد تجنيد الآلاف.. الأمم المتحدة توقع مع الحوثيين خطة عمل لحماية الأطفال

  • 2022-04-19 02:58:27
قالت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، إنها وقعت مع من أسمتهم “سلطات صنعاء” (مليشيا الحوثي الانقلابية) خطة عمل لحماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم في سياق النزاع المسلح. وجندت المليشيا الحوثية، عشرات الألاف من الأطفال في صفوفها، قتل الآلاف منهم. كما تعرض أطفال آخرين لانتهاكات واعتداءات جنسية من قبل عناصر المليشيا. وكان تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، مطلع العام الجاري، ذكر، أن الفريق تلقى قائمة تضم أسماء 1406 أطفال جندهم الحوثيون لقوا حتفهم في ساحة المعركة عام 2020. وقائمة تضم أسماء 562 طفلا جندهم الحوثيون قتلوا في ساحة المعركة بين يناير ومايو 2021. وأن أعمارهم تتراوح بين 10 و17 سنة. وأن أغلبهم من عمران وذمار وحجة والحديدة وإب وصعدة وصنعاء. كما وثق الفريق الأممي، حالة ارتكاب عنف جنسي تعرض لها طفل خضع لتدريب عسكري في معسكر للحوثيين. وأوضحت الأمم المتحدة في بلاغ لها نشره موقعها الرسمي على الإنترنت، أن الخطة التي وقعت مع الحوثيين تشمل حظر تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة. بما في ذلك في أدوار الدعم. وبحسب البلاغ، فإن خطة العمل تمنح الحوثيين فترة ستة أشهر لتحديد جميع الأطفال دون سن 18 الموجودين في صفوفهم. كما تطالب الحوثيين بتسهيل إطلاق سراحهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم. وبحسب الأمم المتحدة، فإن المعطيات تشير إلى مقتل أو تشويه أكثر من عشرة ألاف طفل. كما أنها تحققت من تجنيد ما يقرب من 3,500 واستخدامهم منذ بداية الحرب، التي دخلت عامها الثامن. وذكر البلاغ، أن الخطة، تتضمن أيضا، “أحكاما لمنع قتل الأطفال وتشويههم وحماية المرافق الصحية والتعليمية وموظفيها”. ونقل موقع الأمم المتحدة، عن المنسق المقيم ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، وصفه التوقيع على خطة العمل بـ “الخطوة في الاتجاه الصحيح”. وقال: “أثني على السلطات في صنعاء لتوقيعها على خطة العمل. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حماية أطفال اليمن. الذين عانوا بشدة خلال أكثر من سبع سنوات من الصراع”.وأوضح غريسلي، أن “الأمم المتحدة تلتزم برعاية الأطفال ومساعدة سلطات صنعاء والقوات التي تسيطر عليها في تحويل الخطة إلى عمل ابتداءً من الآن”. وفقا للبلاغ، فإن خطة العمل الأممية، تفرض على المليشيا الحوثية، تنفيذ أحكامها وأنشطتها بالتعاون الوثيق مع فريق العمل القطري للأمم المتحدة المعني بالرصد والإبلاغ بشأن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن. وبالتعاون مع وكالات وإدارات الأمم المتحدة ذات الصلة. والشركاء الدوليين والمحليين من المجتمع المدني. وكذلك مع الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح. كما نقل موقع الأمم المتحدة، عن ممثل اليونيسف في اليمن، فيليب دواميل، قوله “يُعدّ التوقيع على خطة العمل علامة فارقة مهمة لحماية الأطفال في اليمن. الذين تضررت حياتهم بشدة من جرّاء النزاع”. وأوضح دواميل، أن “اليونيسف تتطلع إلى التنفيذ الكامل للخطة ومواصلة العمل مع جميع الأطراف من أجل حماية ورفاهية الأطفال في اليمن”. وأفاد البلاغ، أن خطة العمل، تحدد أيضا، إطارا لإنشاء وتنفيذ تدابير وقائية وعلاجية لتوفير حماية أفضل لجميع الأطفال في سياق النزاع. وقال البلاغ، إن خطط العمل، تُعدّ أداة رئيسية في جدول أعمال الأطفال والنزاع المسلح. الذي ينص على أن الأمم المتحدة في الميدان تعمل مع جميع أطراف النزاع المدرجة في التقرير السنوي للأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح، لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. وقالت الممثلة الخاصة فيرجينيا غامبا: “من خلال خطة العمل هذه، تعمل جميع الأطراف الرئيسية المشاركة في النزاع المسلح في اليمن الآن مع الأمم المتحدة من خلال الالتزامات بإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”. وأضافت في بيان لها، أنه “في لحظة الهدنة هذه، من المهم لجميع الأطراف المشاركة بحسن نية في عملية تفاوضية لتحقيق سلام دائم في اليمن. في نهاية المطاف، السلام هو أفضل وسيلة لمنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن”. وأشارت المسؤولة الأممية، إلى أن أصعب جزء من الرحلة يبدأ الآن. ودعت إلى تنفيذ خطة العمل تنفيذا كاملا. وأن تؤدي إلى إجراءات ملموسة لتحسين حماية الأطفال في اليمن. كما دعت الممثلة الخاصة، الحوثيين إلى تسهيل دخول الأطراف الإنسانية إلى المجتمعات المتضررة من النزاع. وشددت على أنه في نهاية المطاف، “الحصول على سلام دائم هو أفضل طريقة لحماية الأطفال في اليمن ويجب أن يكون الهدف الأول نصب أعين جميع أطراف النزاع في البلد”. كما جددت استعداد الأمم المتحدة لدعم الحوثيين والأطراف الأخرى في اليمن في تنفيذ خطط العمل والتدابير الأخرى لتعزيز حماية الأطفال من ويلات الأعمال العدائية.

متعلقات