اليمن : قيادي حوثي سابق يهاجم سياسات إطلاق الصواريخ: ألا يُعدّ ذلك مشاركة في الجريمة؟

  • 2025-10-01 07:36:14

الصورة: رئيس التحرير مع القيادي السابق صالح هبرة في محافظة صعدة اليمنية في 2013م .

 

عدن- في منشور أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وجّه صالح هبرة، الرئيس السابق للمكتب السياسي لجماعة الحوثيين ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ، انتقادًا لاذعًا للسياسات العسكرية التي تقوم على إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت شعار «نصرة غزة»، معتبرًا أن نتائجها تنعكس كارثيًا على المدنيين اليمنيين.

هبرة تساءل بلهجة حادة: «ألا يعد مشاركة في الجريمة عندما نطلق على العدو مسيَّرة ونحن نثق أن ردة الفعل ستكون تدمير أحياء على ساكنيها من أهلنا؟»، مشيرًا إلى أن أي عملية من هذا النوع تُقابل عادةً بقصف عنيف على صنعاء ومناطق أخرى، ما يؤدي إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين ودفنهم تحت الأنقاض.

وأضاف القيادي السابق أن اليمن يعيش في ظروف إنسانية مأساوية، تتسم بـ«نقص الأدوية، قلة المستشفيات، انعدام سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ»، فضلًا عن عجز السلطات القائمة عن حماية السكان أو إعادة إعمار ما تهدم من مساكن الفقراء. وأكد أن استمرار هذه السياسات يفتح الباب أمام «تدمير مستقبل اليمن وإعادته مائة عام إلى الوراء».اليمن لم يعد صالحًا للحياة»

في منشوره، عبّر هبرة عن قلقه من أن تدفع هذه الأوضاع باليمنيين إلى التفكير بالهجرة بحثًا عن حياة كريمة خارج بلدهم. وقال: «كيف يمكن للشعب أن يعيش تحت القصف وهو يعاني من انقطاع الرواتب، وإغلاق المطارات والمنافذ البرية والبحرية؟»، معتبرًا أن من يصفقون لهذه العمليات «لو عاشوا الواقع لما قبلوا به لأنفسهم أسبوعًا واحدًا.

نقد للجدوى السياسية

وشدد هبرة على أن هذه العمليات لن تغيّر من موقف إسرائيل تجاه غزة، بل على العكس «تُدمّر اليمن وتلحقه بغزة، دون أن تخفف عن أبناء غزة شيئًا». ورأى أن اليمن، الغارق في أزماته والمنقسم على ذاته، «عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه، فكيف له أن يجبر إسرائيل على تغيير موقفها.

دعوة لمراجعة المواقف

واعتبر هبرة أن هذه الممارسات لا تعكس سوى «تصرفات غير ناضجة» و«عدم اكتراث بمعاناة الشعب». لكنه في الوقت نفسه أكد أن دعوته لا تعني التخلي عن دعم غزة، وإنما «مناصرتها بما تسمح به ظروفنا وواقعنا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.بهذا الخطاب، يفتح صالح هبرة بابًا لنقاش داخلي حساس حول جدوى السياسات العسكرية المرتبطة بالصراع الإقليمي، وما إذا كانت تُخدم فعلاً القضية الفلسطينية، أم أنها تُضاعف من مآسي اليمنيين الذين يعيشون تحت ويلات الحرب منذ سنوات.

 

متعلقات