ما إن أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقالته رسميا من منصبه، مساء الثلاثاء، حتى بدأ الجزائريون يخرجون إلى الشوارع، احتقالا بالقرار.
وأظهرت لقطات فيديو بثتها قناة النهار الجزائرية، شوارع وسط العاصمة وقد بدأت الحشود تتوافد عليها للاحتفال.
ويظهر الجزائريون وهم يحملون الأعلام ويهللون في الشوارع، بينما تمر السيارات، التي احتفل سائقوها بإشعال أضوائها وإطلاق أبواقها.
وكان الجزائريون قد خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة ضمت مئات الآلاف منهم، لمدة وصلت إلى نحو 7 أسابيع، للمطالبة بتنحي الرئيس وتغيير النظام.
وكانت مطالب الشعب قد بدأت بتراجع بوتفليقة عن قرار ترشحه لولاية رئاسية خامسة، ثم امتدت لترفض "امتداد العهدة الرابعة" بعد أن سحب ترشحه، لتصل الآن إلى المطالبة بالتغيير الكامل للنظام في الجزائر.
وتأتي هذه الأحداث، بعد يوم من إعلان بوتفليقة عزمه الاستقالة قبل انتهاء ولايته الرئاسية في 28 أبريل الجاري، وتشكيله حكومة جديدة.
وردا على هذه الإجراءات، اعتبر رئيس الأركان الجزائري، أحمد قايد صالح، الثلاثاء، أن بيان بوتفليقة "صادر عن جهات غير دستورية"، وأنه "لا بد من التطبيق الفوري للحل الدستوري"، لافتا إلى وجود "محاولات للمماطلة والتحايل لإطالة عمر الأزمة في البلاد".
وقال صالح إنه "في الوقت الذي كان الشعب الجزائري ينتظر بفارغ الصبر الاستجابة لمطالبه المشروعة، صدر يوم الفاتح من أفريل بيان منسوب لرئيس الجمهورية، لكنه في الحقيقة صدر عن جهات غير دستورية وغير مخولة، يتحدث عن اتخاذ قرارات هامة تخص المرحلة الانتقالية".
وكان رئيس أركان الجيش، قد دعا، السبت، المجلس الدستوري إلى إعلان الرئيس بوتفليقة (82 عاما) "غير لائق للحكم".
وفي هذا الإطار، جدد صالح تمسكه بضرورة تفعيل مقترح الجيش الوطني الشعبي "دون تأخير"، قائلا: "نحن نرى أنه لا مجال للمزيد من تضييع الوقت، وأنه يجب التطبيق الفوري للحل الدستوري المقترح المتمثل في تفعيل المواد 7 و8 و102، ومباشرة المسار الذي يضمن تسيير شؤون الدولة في إطار الشرعية الدستورية".
وكالات.