"تيك توك".. كيف تحول التطبيق إلى مسرح للجريمة الإلكترونية؟

  • 2025-01-11 10:19:00

باتت منصة "تيك توك" من المنصات الأكثر شعبية وجذبا لمئات الملايين حول العالم، فلم تعد تلك المنصة الشهيرة وسيلة للتعبير عن الرأي وحسب، لكنها أضحت طريقا سريعا لجذب الأموال، ما ضاعف من أعداد مستخدميه إلى ما يزيد على نحو مليار شخص على مستوى العالم شهريا، ممن يطلقون عليهم "المستخدمون النشطون"، الذين يتنوعون ما بين فئات عمرية متعددة، بغض النظر عن مدى صلاحية المحتوى أخلاقيا وتأثيره على المجتمع.

وتلك المنصة التي لاقت رواجا منذ ظهورها، قبيل نحو 8 سنوات، أصبحت وسيلة يستغلها الناس بطرق متعددة حسب أهدافهم واهتماماتهم، ولم تعد وسيلة للتواصل الاجتماعي فقط، بل أصبحت مصدرا للربح وملجأ للمال، وهو ما يسهم في خروج الكثير من مستخدميه عن النص والتقاليد وسياق المجتمع الخاص به بدافع العائد المادي، عبر طرق عديدة من الوسائل المسموح بها داخل منصة تيك توك، وهو ما عزز من الجرائم ترأستها قتل النفس، ولكن كيف كانت بدايات هذا التطبيق، وكيف يعمل؟.

ما هو تيك توك؟

تيك توك هو تطبيق من تطبيقات الوسائط الاجتماعية التي ذاع صيتها بشدة رغم حداثة عهده فهو وليد العام 2016.

وكان اسم التطبيق هو نفسه اسم الشركة التي طورته وهو "ميوزيكال إل واي" (Musical.ly) وتحول اسمه إلى تيك توك في عام 2018 عندما استحوذت عليه شركة "بايت دانس" الصينية. وبالتالي يعتبر تيك توك نسخة من منصة دويون (Douyin) الصينية.

ويختص التطبيق بمشاركة مقاطع الفيديو حصرا، حيث إنه يتيح للمستخدمين إنشاء ونشر مقاطع الفيديو، وقد شاع استخدامه على الهاتف المحمول، رغم توفر منصة خاصة به على غوغل.

ويوفر التطبيق، تسجيل الفيديوهات، وتحميلها على الموقع مع عدد من المرشحات (الفلاتر) والموسيقى الخلفية، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية والمرئية.

وسيلة لغسل الأموال

في أميركا، وهي التي تتصدر دول العالم استخدامًا لتلك المنصة بنحو 150 مليون شخص، وبحسب ما نقلت "نيويورك تايمز"، يواجه تطبيق "تيك توك" دعوى قضائية في ولاية يوتا الأميركية تزعم أن التطبيق عرف منذ فترة طويلة بأن ميزة البث المباشر للتطبيق تشجع على استغلال القُصر.

هذه الميزة سهلت كذلك من جرائم غسيل الأموال وسمحت للمستخدمين ببيع المخدرات وتمويل الإرهاب، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ".

ورفع مدعون عامون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري من أكثر من 12 ولاية في الولايات المتحدة الخريف الماضي دعوى قضائية ضد "تيك توك"، متهمين التطبيق باستغلال القُصر ماليًا وجنسيًا.

واستشهدت الدعاوى القضائية بتحقيق استقصائي لمجلة "فوربس" وجد أن الرجال البالغين يستخدمون البث المباشر بانتظام لإقناع الفتيات المراهقات بالقيام بأعمال غير محتشمة، وقد تكون جنسية في بعض الأحيان، مقابل "هدايا" رقمية يمكن استبدالها بالمال.

لماذا أصبح تيك توك وسيلة للكسب غير المشروع؟

محمد حسين الخبير التكنولوجي، يقول إن المنصة أصبحت وسيلة للكسب غير المشروع في بعض الحالات، مفندًا أسباب ذلك لضعف الرقابة على المحتوى، ما يجعل من السهل الترويج لأنشطة مشبوهة أو غير قانونية، وكذلك الترويج لمنتجات أو خدمات وهمية أو بيع بضائع مغشوشة، عبر إنشاء مقاطع فيديو تظهر منتجًأ وهميًأ أو استخدام مؤثرين لتقديم شهادات مزيفة.

"استغلال الأطفال والمراهقين لجذب المشاهدات بطرق غير أخلاقية أو مخالفة للقانون"، يراها الخبير التكنولوجي كذلك أحد الوسائل غير المشروعة للتكسب والتربح، بالإضافة إلى نشر محتوى غير لائق لإثارة الجدل أو بالمخالفة للقيم.

ويؤكد في حديثه ، أن غسيل الأموال عبر التطبيق يتم من خلال استغلال الإعلانات والبث المباشر لغسل الأموال أو تحويلها بطرق غير قانونية، عن طريق شراء الهدايا الافتراضية باستخدام أموال غير مشروعة، حيث تُرسل هذه الهدايا لحسابات تابعة للمجرمين، حيث يتم تحويلها إلى أموال نقدية بعد خصم .نسبة المنصة، وبهذه الطريقة يتم "تنظيف" الأموال وإضفاء الشرعية عليها

متعلقات