توقعات الدعم السعودي للبنان : حلمٌ باهظ الثمن!”

  • 2025-01-12 03:29:00

بقلم / جمال العواضي

لطالما كان التفاؤل اللبناني متأصلاً في نفوس السياسيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدعم الخارجي. ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية والسياسية في لبنان، بدأ بعض الساسة يتحدثون وكأن المساعدات السعودية الباذخة ستنهال على البلاد بمجرد رفع الهاتف أو إرسال دعوة رسمية مغلفة بالابتسامات والبروتوكولات.

يبدو أن هؤلاء الساسة يعيشون في فيلم خيالي، حيث تُرسل الرياض حقائب الأموال عبر طائرات خاصة لإنقاذ النظام المصرفي اللبناني أو لتمويل مشاريع “إعمارية” كبرى لن تنتهي قبل العقد القادم. يتحدثون عن الدعم وكأن المملكة تخطط لتحويل بيروت إلى دبي ثانية، متناسين أن الدعم لا يأتي دون شروط، وأن الاستقرار والإصلاح الجاد هما العملة الحقيقية لأي تعاون دولي.

الأطرف في هذا المشهد هو أن السياسيين اللبنانيين الذين لا يستطيعون التوافق على أبسط الأمور الداخلية، يتخيلون أن السعودية ستدعم بلدهم دون أن تطلب منهم أي التزام. ربما يظنون أن خطاباً عاطفياً عن الأخوة العربية يكفي لتجاوز الفساد المستشري والأزمات التي لا تُحصى.

ولكن الحقيقة، كما يدركها الجميع باستثناء هؤلاء الساسة، هي أن الدعم لا يُمنح على النوايا ولا على الشعارات. ربما حان الوقت للساسة اللبنانيين أن يتوقفوا عن أحلامهم الباذخة ويواجهوا الواقع: السعودية، مثل غيرها من الدول، تبحث عن استقرار واضح وشركاء موثوقين.

حتى ذلك الحين، يبدو أن الشعب اللبناني سيظل عالقاً بين أحلام السياسيين الساذجة وواقع أزمات يومية تزداد تعقيداً.

متعلقات