"سر نووي" خلف قاعدة باغرام الجوية.. لماذا يريدها ترامب؟
- 2025-09-21 02:18:40

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن إدارته تسعى إلى استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، في خطوة قد تُعيد إشعال الدور العسكري الأميركي في البلد الذي انسحبت منه القوات الغربية بشكل فوضوي قبل 4 سنوات.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 18 سبتمبر الجاري، أشار ترامب إلى أن إدارته بدأت التفاوض مع حركة طالبان بشأن عودة القوات الأميركية إلى القاعدة الجوية الواقعة خارج العاصمة كابل.
وقال ترامب: "نريد استعادة قاعدة باغرام، لأنهم (طالبان) بحاجة إلى أشياء منّا. إنها تبعد ساعة فقط عن مواقع تصنيع الأسلحة النووية في الصين."
لماذا باغرام مهمة؟
تقع قاعدة باغرام على بعد 40 كيلومترا شمالي كابل، وقد بُنيت في خمسينيات القرن الماضي على يد الاتحاد السوفيتي، قبل أن تتحول إلى أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان خلال فترة التواجد الأميركي التي استمرت 20 عامًا.
ورغم أن ترامب لم يوضح طبيعة ما تحتاجه طالبان من الولايات المتحدة، فإن تصريحاته كانت أول إقرار علني بإمكانية استعادة واشنطن لأصولها العسكرية التي استولت عليها طالبان بعد الانسحاب.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤولين أميركيين يجرون بالفعل مباحثات مع طالبان بشأن استخدام قاعدة باغرام كنقطة انطلاق لعمليات مكافحة الإرهاب.
الصين في صلب الحسابات
ركز ترامب مجددا على البُعد الصيني في مبرراته لاستعادة باغرام، معتبرا أن موقع القاعدة يجعلها ذات أهمية استراتيجية بسبب قربها من مناطق نووية صينية، رغم أن المسافة بين باغرام وموقع "لوب نور" النووي في إقليم شينجيانغ الصيني تتجاوز 2000 كيلومتر.
وتُعد "لوب نور" موقعا تاريخيا للاختبارات النووية الصينية، لكنها ليست موقعا معروفا لتصنيع الأسلحة النووية. ويُعتقد أن منشآت الإنتاج الرئيسية تقع في وسط الصين.
مع ذلك، فإن قلق ترامب من التوسع النووي الصيني ليس بلا أساس، حيث أفادت تقارير البنتاغون أن الصين رفعت ترسانتها النووية إلى 600 رأس حربي بحلول منتصف 2024، بزيادة سنوية قدرها 20 بالمئة.
رغم أن طالبان نفت وجود أي نية للسماح بعودة الوجود العسكري الأميركي، إلا أنها تركت الباب مفتوحًا أمام نوع آخر من التواصل.
وقال زكير جلالي، مسؤول في وزارة خارجية طالبان، عبر منصات التواصل الاجتماعي: "الشعب الأفغاني لم يقبل أبدا وجود قوات أجنبية على أرضه، لكن سُبل العلاقات السياسية والاقتصادية لا تزال مفتوحة".
حتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض تعليقا رسميا بشأن تصريحات ترامب عن باغرام.
أما المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، فقال: "نحن نراجع دائما السيناريوهات المختلفة على مستوى العالم، ومستعدون لتنفيذ أي مهمة تُطلب منا من قبل الرئيس."