هل يقف قطاع غزة على أعتاب حرب أهلية؟

  • 2025-10-15 06:54:15

تثير مواقف حركة "حماس" بعد انتهاء الحرب في غزة تساؤلات واسعة حول مستقبلها السياسي والعسكري، وسط مؤشرات على انقسام داخلي ومخاوف من انزلاق القطاع إلى صراع داخلي، في وقت يرى فيه مراقبون أن الحركة تقف على مفترق طرق بين البقاء كقوة مسلحة أو التحول إلى حزب سياسي ضمن المنظومة الفلسطينية.

مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام "فيميد"، إبراهيم المدهون، قال في حديث لسكاي نيوز عربية من إسطنبول إن الحرب الأخيرة "شكّلت وعيًا جديدًا وواقعًا مختلفًا"، موضحا أن "غزة اليوم أمام كارثة إنسانية كبرى، تضم أكثر من 67 ألف شهيد، ومئات الآلاف من الجرحى والنازحين، وهو ما يتطلب مراجعات حقيقية ومواقف حاسمة".

وأضاف المدهون أن مؤسسات حماس "السياسية والعسكرية والشورية لا تزال فاعلة"، مؤكداً أن الحركة "ستلتزم بما يُتفق عليه وطنيا ودوليا"، لكنه شدد على أن مسألة نزع السلاح "ما تزال في طور الحوار والنقاش"، لافتا إلى أن "كل السيناريوهات مطروحة، لكن من المبكر الحسم في اتجاه واحد قبل وجود ضمانات حقيقية لإقامة دولة فلسطينية أو نواتها الأولى".

وفي المقابل، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها جمال نزال، من دوسلدورف الألمانية، أن سلوك حماس الأخير "يناقض تماماً فكرة التحول السياسي"، مشيراً إلى أن "الإعدامات الميدانية التي نفذتها الحركة بحق فلسطينيين في غزة تمثل عودة إلى روتينها القديم".

وأضاف: "منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007، شهدنا اغتيالات سياسية لم تعرفها الساحة الفلسطينية من قبل، وهذا السلوك لا يتناسب مع حركة تقول إنها تريد أن تتحول إلى حزب سياسي".

ورأى نزال أن حماس "لم تستشر أحداً في قرار السابع من أكتوبر الذي جرّ على الفلسطينيين كارثة وطنية"، مضيفاً أن الحديث عن نزع السلاح "ليس خياراً انتقائيا، فالاتفاق الأميركي يتضمن 20 بندا لا يمكن تطبيق بعضها ورفض البعض الآخر"، معتبراً أن "التحالفات الغامضة بين الحركة وإدارة ترامب تثير تساؤلات حول مستقبلها".

وفيما أعلنت مجموعة مسلحة تُسمي نفسها "الجيش الشعبي" سيطرتها على مناطق شمال القطاع وتحذيرها لعناصر حماس من الاقتراب منها، قلل المدهون من أهمية هذه البيانات، قائلا: "تلك جهات لا وجود حقيقي لها على الأرض وربما تُدار من الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا أن "الشعب الفلسطيني واعٍ ومسؤول ولن ينجرّ إلى أي حرب أهلية".

لكن نزال حذر من "سيناريو أخطر قد تسعى من خلاله إسرائيل إلى إبقاء حماس في جزء من القطاع تحت سيطرة محدودة"، موضحا أن "تجميد خطوط التماس سيمنع إعادة الإعمار ويبقي غزة في عزلة إنسانية خانقة"، مضيفا: "قد يكون هذا ما تريده تل أبيب لإبقاء حماس رهينة الواقع الميداني بدل حلها السياسي".

وبين وعود المراجعة لدى حماس وتحذيرات فتح من إعادة إنتاج الانقسام، يبقى مستقبل القطاع معلّقاً بين خيارين متناقضين: التحول إلى مرحلة سياسية جديدة أو الانزلاق نحو صراع داخلي يعيد مشهد الانقسام إلى نقطة الصفر.

متعلقات