ضربة الدوحة الإسرائيلية و«الضمانة» الأميركية: تحوّل مفصلي في استراتيجيّة الأمن الخليجي

  • 2025-10-22 05:35:17

بقلم / جمال العواضي 

شهدت العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر 2025 ضربة جوية استثنائية من إسرائيل استهدفت مقرّاً تفاوضياً لـ حماس داخل البلاد، بحضور مفاوضين كانوا يناقشون خطة أمريكية لوقف إطلاق نار في غزة.    ما تبعها مباشرة توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأمر تنفيذي يقضي بضمان أمن قطر في حال تعرّضها لهجوم خارجي، وهو ما شكّل خطّاً أحمر جديداً في خارطة التحالفات الخليجية.  

ما يجري فعلياً

نفّذت إسرائيل ضربة جوية داخل الأراضي القطرية، في سابقة لم تحصل من قبل بين دولة خليجية عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.  

ردّت الولايات المتحدة عبر أمر تنفيذي ينصّ على أن أي اعتداء مسلّح على قطر يُعدّ تهديداً لأمن الولايات المتحدة، وتتعهد «بكلّ الوسائل القانونية والملائمة – بما في ذلك العسكريّة – للدفاع عن قطر».  

أعربت الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر، عن توجّسها من أن الضربة الإسرائيلية تمثّل تحوّلاً جوهرياً في سياق الأمن الخليجي.  

لماذا الحدث مهم؟

 تحوّل في موقف الولايات المتحدة

توقيع أمر تنفيذي بضمان أمن قطر يمثّل خطوة غير مسبوقة تجاه حليف غير عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويشير إلى تغيّر في معايير الدفاع الأمريكي تجاه الخليج.   

هزّة في بنية الأمن الخليجي

القدرة الإسرائيلية على تنفيذ ضربة داخل دولة خليجية أثارت تساؤلات حول مدى فعالية «المظلة الأمنية» الأمريكية، ما دفع دول الخليج إلى إعادة تقييم تحالفاتها الأمنية.   

تحوّل في العلاقات مع إسرائيل

في حين أنّ دولاً خليجية تطبّق تطبيعاً مع إسرائيل، فإنّ الضربة أثارت اضطراباً في هذا المسار، ووضعت شروط التعايش والاستقرار أمام اختبار جديد.

تعزيز التحالفات الخليجية الثلاثية

تشكّلت «الخليج-3» (السعودية، الإمارات، قطر) ككتلة استراتيجية تحاول ملء الفراغ الذي خلفته حالة التوتر، وتوسيع نطاق التعاون الأمني والإستخباراتي.

التداعيات المحتملة

أمنياً: قد تؤدّي إلى إنشاء آليات دفاع جماعي خليجية أو شبه عربية، ربما تحاكي بنية تشبه «ناتو عربي».

دبلوماسياً: احتمال تجميد أو إعادة صياغة اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في ضوء فقدان الثقة.

إقليمياً: إعادة ترتيب مواقع النفوذ بين إيران وإسرائيل ودول الخليج، خاصة مع تبدّل موازين القوى في المنطقة.

اقتصادياً: دول الخليج قد تسرّع في تنويع شراكاتها الدفاعية، وربما التوجّه نحو الصين أو غيرها من القوى كجزء من استراتيجية متعددة الأقطاب.

متعلقات