حجب تقرير للتلفزيون الألماني في اليوتيوب يفضح الدور القطري في تمويل الحركات الاخوانية في اوروبا
2021-03-16 03:02:28
فوجىء عدد من الباحثين في الوكالة الدولية للصحافة والدراسات خلال اعداد دراسة حول التمويلات المالية المشبوهة لدعم حركات الاسلام السياسي في اوروبا بأن التقرير الوثائقي الذي نشره التلفزيون الالماني ( دويتش فاله) شهر فبراير الماضي على قناته في اليوتيوب والذي تضمن معلومات سرية وخطيرة ولقاءات مباشرة مع عدد من قيادات الجمعيات والمنظمات الخيرية في فرنسا والمانيا قد تم حجبه ولم يعد يعمل .
كشف فيلم وثائقي نشرته إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله» عن وثائق سرية تفضح تمويل مؤسسة «قطر الخيرية» للحركات الإخوانية في أوروبا.
وبحسب الفيلم الوثائقي «أرسل شخص لا يريد الكشف عن اسمه في نهاية عام 2016 ذاكرة «يو إس بي» غامضة تتضمن معلومات حول برنامج أوروبي للمنظمة غير الحكومية، تحتوي وحدة التخزين على آلاف الوثائق السرية، من تحويلات مالية ومراسلات عبر البريد الإلكتروني وقوائم متبرعين.
تثبت هذه الوثائق التمويل المستمر لشبكة واسعة أوروبيًّا من منظمات قريبة جدا من أيديولوجية تنظيم الإخوان المسلمين.
140 مشروعا بتكلفة 160 مليون يورو، تعد «قطر الخيرية» أكبر مانح لها بقيمة 120 مليون يورو، ويتركز التمويل على عدد قليل من البلدان، في إيطاليا 47 مشروعا، وفي فرنسا 22 مشروعا، و11 في إسبانيا ومثلها في بريطانيا، و10 في ألمانيا.
قائمة الرعاة الأسخياء تضم إلى جانب متبرعين مجهولين، شخصيات واسعة النفوذ في قطر، بينها العديد من أفراد الأسرة الحاكمة، وأيضا الديوان الأميري والأمانة الخاصة بالأمير.
كل هذه المبادرات هي جزء من برنامج، يعتبر أهم محرك لنشر الثقافة الإسلامية في الغرب والعالم.
وقال التقرير: «بحثنا لمدة عامين في البرنامج عن التمويل وتفريعاته التي لم تكن معروفة من قبل.. قطر الخيرية تواجه تهما منذ سنوات، 4 دول عربية هي الإمارات والسعودية ومصر والبحرين تتهم المنظمة غير الحكومية بتمويل جماعات إسلامية متشددة تحت ستار المساعدات الإنسانية، وهم يشيرون بأصابع الاتهام إلى عائلة آل ثاني التي تحكم البلاد».
أمير قطر تميم آل ثاني دافع عن نفسه ضد اتهام قطر الخيرية بتمويل الجهاديين والإسلام السياسي، بعد سؤاله أثناء زيارة الرئيس الفرنسي لقطر.
وبحسب الوثائق مولت قطر الخيرية 22 مشروعا في فرنسا، وأنفقت الملايين على المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس، كل هذه المشاريع مدعومة من قبل منظمة اتحاد المنظمات الإسلامية السابق المقربة أيديولوجيا من الإخوان المسلمين.
لقد تم توثيق حالة بعينها وبشكل خاص، على وحدة التخزين «يو إس بي»، وهي مشروع قطر الخيرية الرائد في أوروبا.
ناصر القاضي رئيس جمعية المسلمين في الألزاس، وهي فرع محلي من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أكد أنهم تلقوا تمويلا من أكثر من نصف التكلفة من جمعية قطر الخيرية وجمعيات في الكويت ووصلت إلى أكثر من 7 ملايين يورو، وذلك لبناء مسجد النور.
وبحسب موظف في المخابرات الفرنسية، فإنه تم تمويل المسجد من خلال منظمات مختلفة، بداية 2017 تم استلام التبرعات التالية، 984 ألفا ومليون وثلاثة وعشرون ألفا في الثاني من فبراير .. ومن قطر الخيرية 5 ملايين على الأقل بالإضافة إلى مثلهم في عام 2016»
وبحسب المصدر الاستخباراتي، فإن مسجد النور في مول هاوزن، مقرب من جماعة الإخوان المسلمين.
وبعرض الوثائق على باحث إيطالي يدعى لورينسو فيدينو، وهو رئيس قسم أبحاث التطرف في جامعة جورج واشنطن، ويدرس منذ 15 عاما شبكات الإخوان المسلمين في الغرب، ويلتقي بهم ويجري مقابلات ويحلل الصلات فيما بينهم، أكد أن هناك جهود من جانب القطريين لتمويل شبكات الإخوان المسلمين في أوروبا، وبمبالغ كبيرة جدا.
وأشار لورينسو فيدينو إلى أن التمويلات تتعلق بشكل حصري بالمنظمات القريبة من الإخوان.
وبعرض خطاب القرضاوي عليه، والذي يوصي فيها بدعم مسجد في ميلانو، أكد أنه دليل واضح على أن الإخوان هم وراء ذلك.
وأكدت الوثائق، أن إيطاليا هي الهدف الرئيسي للمنظمة القطرية غير الحكومية، حيث يتركز فيها 47 مشروعا تمولها هيئة قطر الخيرية بمبلغ 25 مليون يورو، معظم هذه المشاريع يمولها اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا المقرب من جماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب الوثائق تبرز جزيرة صقلية والتي خصص لها كتيب على وحدة البيانات، حيث تمول هيئة قطر الخيرية 11 مشروعا هناك.
وركز الكتيب على الفترة التي كانت فيها صقلية تحت الحكم الإسلامي، وفي الصفحتين الـ12 و13 تؤكد المنظمة غير الحكومية هذا الارتباط التاريخي وتبرر استثمارها وشراء منزل هناك تم بناؤه عام 1910 وتعود ملكيته لعائلة ترجع لأصول عربية ومستوحى من العمارة الإسلامية.
وأكد خيط عبدالحفيظ -من أصل جزائري وهو رئيس الجماعة الإسلامية في صقلية وإمام مدينة كتانيا وهو من تفاوض على شراء المنزل- أنه حصل على التمويل من الدوحة، وكانت الجماعة الإسلامية في صقلية، أول جماعة تعترف بها هيئة قطر الخيرية وتتلقى تمويلا رسميا منها.
فيما قال محمد لويزي عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين، أنه منذ عام 1991 وحتى 2006 كنت عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، ولكني قررت الانفصال بشكل نهائي، لأن الإخوان يستخدمون جيل التسعينيات كأدوات لأيديولوجيتهم.
وتضم المستندات الموجودة على وحدة التخزين دليلا على تمويل المركز الإسلامي بفيل نوف داسك من قبل هيئة قطر الخيرية والتي استقبل مسجدها وفدا من دولة قطر. وهذا الدليل هو إيصال تحويل بقيمة 250 ألف ريال في عام 2019
وتحتوي وحدة التخزين على صور يبدو أحمد الحمادي في معظمها في أكثر من دولة، بحسب محمد لويزي.
ومن جانبه نفى بوبكر الحاج عمر إمام بواتييه الحصول على دعم من قطر، رغم أن الإيصالات على وحدة التخزين تثبت استلام 400 ألف يورو من عام 2012 لبناء المسجد الكبير الذي يسمى بمسجد بلاط الشهداء.
وأشار بوبكر الحاج عمر إمام بواتييه إلى أن قطر حاولت تحسين صورتها وضخت لأجل ذلك الكثير من المال لإظهار نفسها بصورة جديدة والترويج لوجهة نظر مختلفة عن الإسلام. وربما كان هذه الانفاق من باب هذه الحملة.
أما بوركهارد فراير رئيس مكتب هيئة حماية الدستور – شمال الراين ويستفاليا دوسلدورف بألمانيا، فقد أكد أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول تقسيم المجتمع ونلاحظ ذلك بقوة.
وبحسب المستندات الموجودة على وحدة البيانات، فقد تبرعت هيئة قطر الخيرية لإحدى المقربات من الرئيس السابق لبنك التقوى في سويسرا، وتسمى نادية كرموز، ومشروعها متحف للثقافات الإسلامية تم افتتاحه في عام 2016.
ولم تنكر نادية كرموز أن بعض التبرعات جاءت من هيئة قطر الخيرية، وتؤكد الوثائق أن كرموز وقعت في عام 2014 عقدا مع رئيس المنظمة يوسف الكواري لتجديد مبنى المتحف وتم إرسال تبرعات ما مجموعها 3 ملايين فرانك سويسري بين عامي 2011 و2013. وساعدت كرموز وزوجها هيئة قطر الخيرية على توسيع نفوذها خارج سويسرا.
وفي فرنسا كشف أنطوان بايلون رئيس تحرير لاكروا أنه في عام 2007 قام ضباط الجمارك بتفتيش محمد كرموز في قطار سريع من زيورخ لباريس ووجدوا 50 ألف يورو، والذي أكد أنه أخد المبلغ من أحمد الميدي في جينيف وهو يعمل وسيطا للشيخ المصري يوسف القرضاوي ومخصصا للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في إقليم نييفغ للتدريب الأئمة. وينتهي التقرير إلى أنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين ويشتبه انه عضو في حزب النهضة التونسي.
استمرت الفوضى المالية بين هيئة قطر الخيرية ومتلقي التبرعات في الازدياد بين عامي 2014 و2017، فيما كانت دول الخليج الأخرى تمارس الضغوط المتزايدة على قطر.