قائد المقاومة التهامية اليمنية: لا نعترف بأتفاق ستوكهولم
- 2024-04-29 20:37:35
في لقاء خاص للوكالة الدولية AIJES قال الشيخ عبدالرحمن شوعي حجري قائد الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية ان اتفاق ستوكهولم ليس سوى اتفاق استسلام وليس سلام مؤكدا ان المقاومة التهامية لا تعترف بهذا الاتفاق .
كما تناول اللقاء العديد من النقاط الهامة المرتبطة بالوضع العسكري والسياسي للمقاومة ودورها الحالي والمستقبلي في اطار المتغيرات والتطورات في البحر الاحمر وأفق ومستقبل السلام في اليمن.
س :- في ظل التهديدات الحوثية انطلاقا من مدينة الحديدة على الملاحة الدولية، لماذا لا يتم الإعلان عن إنهاء اتفاق ستوكهولم من طرف المقاومة؟ وهل تعتبرون اتفاق ستوكهولم (اتفاق سلام).
الإعلان عن انتهاء اتفاق استكهولم مسؤولية الطرف الذي كان جزءا من الاتفاق وليس مسؤولية الحراك والمقاومة التهامية؛ فنحن لا نعترف بالاتفاق أصلا كي نعلن انتهاء العمل به؛ لأننا لم نكن جزءا منه ولا مشاركين فيه ولم تمثل تهامة في الاتفاق بل مثلت الأحزاب الشريكة في سلطة الشرعية حينذاك رغم أننا داعمين ومساندين للشرعية من اول يوم وقفنا ضد الانقلاب بكل الوسائل إلا أننا لم نشارك في هذا الاتفاق ولم تمثل تهامه فيه.
كما لم يكن لاتفاق استكهولم بالطريقة التي تم بها أن يحقق السلام أو حتى يمهد له؛ فقد أريد له أن يكون إنجازا وظيفيا للمبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث على حساب تحقيق السلام لليمن بعد أن وصل غريفيث إلى قناعة مثله مثل المبعوثين الذين قبله أن المليشيا الحوثية تستخدم العملية السياسية كتكتيك حربي تهرب إليه كلما أوشكت على الهزيمة المحققة ويبدو أنه قرر حينها الخروج بإنجاز وظيفي وهمي من خلال تجزئة الملف اليمني وحصره في استكهولم بإيقاف المعارك في الحديدة رغم أن إعلان التحضير لاستكهولم كان يتعلق بمفاوضات شاملة حول مجمل الملف اليمني ولم يحضر على اعتبار أنه مقتصر على الحديدة لكنه في النهاية خرج في اللحظات الأخيرة باتفاق يخص الحديدة وحدها وبدلا ان يكون حلا لمشكله اصبح هذا الاتفاق في حد ذاته مشكله لانه عقد عملية التسوية السياسية ولم يحقن الدماء وكان وبالا على اليمن وعلى تهامة على وجة الخصوص ولو لم يكن هذا الاتفاق لكانت مدينة الحديدة ومينائها قد تحررا ولما امكن للحوثي ان يهدد الملاحة الدولية في البحر الاحمر والاقتصاد العالمي بهذا القدر الذي نلاحظه الان ويبدو أيضا ويقينا أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم يكونا يرغبان في انهاء الصراع في اليمن عبر الهزيمة الحوثية وكانت حسابات بعض الدول المؤثرة تذهب إلى رغبتها إبقاء الصراع في اليمن دون حسم ليقينها أن إبقاء اليمن منطقة توتر يستلزم حماية المليشيا الحوثية من الهزيمة ومحاولة تأكيد هذه الدول سواء عبر مجلس الأمن أو عبر خطابها الرسمي على أن الحل الوحيد للوصل إلى سلام في اليمن هي المفاوضات؛ وبهذا تبقي المليشيا الحوثية طرفا مؤثرا في أي تسوية محتملة هو إبقاء للسبب الأخطر لإمكان اشتعال الصراع مجددا بشكل أكيد وأكثر ضراوة وإطالة أمده؛ وقد أثبت الوقت أن هذه النظرة للأزمة اليمنية خاطئة وأوصلت إلى تمادي المليشيا الحوثية بتهديد السلام العالمي عبر إرهابها الراهن في البحر الأحمروضد الشعب اليمني ودول المنطقة.
س:- ماهو الدور الراهن للمقاومة التهامية وهل من الممكن أن تكون جزء من معارك برية ضد الحوثيين ضمن تحالف الازدهار الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر؟
العمليات البرية لتحرير الحديدة والمناطق التهامية التي تحت سيطرة الحوثيين تستلزم أن تكون ضمن غرفة عمليات مشتركة تنسق جهود كافة القوات والتشكيلات الوطنية التي تقاتل الحوثيين؛ إن هزيمة الحوثيين قضية تعني المقاومة التهامية في المقام الأول كما تعني كافة القوى الوطنية الأخرى فهزيمة الحوثية في تهامة تعنينا بشكل كبير ونحن مفاتيح الانتصار فيه . أما الدخول ضمن تحالف حارس الازدهار فهو قرار مرتبط بدول هذا التحالف ومجلس القيادة الرئاسي من كونهم المخول بمثل هذه الاتفاقات الدولية وهو المعني بتنسيق العمليات المشتركة على الأرض بين كافة القوات والتشكيلات العسكرية التي تقاتل الحوثيين؛ نحن مستمرون في شرح قضيتنا ومظلوميتنا لممثلي الدول الراعية للتسوية السياسية منذ سنوات ودائما ما كنا نحذر من خطورة بقاء سيطرة مليشيا الحوثي على أجزاء هامة من تهامة على أمن البحر الأحمر والسلم الدولي وأكدنا أن استقرار البحر الأحمر والملاحة فيه مرتبط بتحرير تهامة من سيطرة الحوثيين ولا يتحقق إلا باستقرار تهامة وحفظ الأمن فيها وأن هذا ينجز بدعم أبناء تهامة في تحرير أرضهم وتاليا توليهم إدارة شؤونها بأنفسهم.
المقاومة التهامية موجودة ومستمرة طالما أن القضية التهامية حاضرة؛ الحراك والمقاومة لعبت وستلعب دور محوري في اي عمليات لتحرير الساحل التهامي والتعاون في جميع العمليات العسكرية ضد المليشيات وهما مستمران في حشد الناس وتهيئة المعنويات والحاضنة في اراضينا التهامية لتحريرها من المليشيا الحوثية ونحن جاهزين إذا ما أعلنت السلطة الشرعية الموقعة على الاتفاق انتهاء اتفاق استكهولم؛ فالبرغم من جاهزية أبناء تهامة وقدرتهم لتحرير أرضهم من المليشيا الحوثية إلا أن هذا الأمر يتطلب غطاءا سياسيا وتنسيقا عسكريا ليتحقق.
س:- هل هناك تعاون عسكري وسياسي مع قوات طارق في الساحل الغربي؟
كانت هناك قوتان رئيسيتان اشتركتا في تحرير أولى مديريات محافظة الحديدة الخوخة وحيس نهاية عام 2017م؛ وهما قوات العمالقة الجنوبية والألوية التهامية؛ ومن ثم انضمت إليها قوات طارق في ابريل 2018م بعد مقتل الرئيس السابق علي صالح في ديسمبر 2017 بصنعاء على يد المليشيا الحوثية؛ واشتركت معنا ومع قوات العمالقة في مهام عسكرية خلال عملية تحرير مدينة الحديدة التي توقفت لاحقا بسبب اتفاق استكهولم؛ وفي يوليو 2019م أعلن عن القوات المشتركة في الساحل (العمالقة والتهامية وقوات طارق) على اعتبار أن المشتركة كيان تنسيقي بين القوات الثلاث المرابطة في الساحل التهامي بغرفة عمليات تشارك فيها الثلاث القوات في الساحل ومرتبطة بغرفة عمليات التحالف العربي؛ وإذا ما اتخذ قرار سياسي باستئناف تحرير الحديدة وبقية مناطق تهامة فنحن على استعداد للتنسيق مع أي قوات تقاتل الحوثيين وهذا يتطلب أولا الإسراع في تشكيل غرفة العمليات المشتركة لوزارة الدفاع التي هي جزء من مهام اللجنة العسكرية العليا المشكلة من مجلس القيادة الرئاسي في مايو 2022م ونطالب من مجلس القيادة واللجنة العسكرية العليا تمثيل المقاومة التهامية في غرفة العمليات المشتركة التي سيناط بها تنسيق العمليات على كافة المحاور القتالية لتحقيق المصلحة الوطنية المشتركة في هزيمة المليشيا الحوثية؛ وهذا يتطلب تنسيق الجهود العسكرية ليس في الساحل التهامي فقط بل على كافة محاور المواجهة سواء في الساحل أو الضالع أو مأرب أو تعز وغيرها.
تعرفون أن هناك تهدئة عسكرية مستمرة منذ عامين تحققت عبر الوساطة السعودية العمانية ومساعي المبعوث الأممي رغم الخروقات الحوثية المستمرة للتهدئة إلا أنها ما زالت صامدة بقرار سياسي؛ وأتوقع أنه إذا ما حانت ساعة اتخاذ قرار باستئناف القتال ضد الحوثيين لأي سبب وخاصة مع انتهاك الحوثيين المستمر للتهدئة فإن المصلحة العليا تتطلب تنسيق الجهود مع كافة القوى في العسكرية الجنوب ومأرب وتعز والساحل ضمن اطر مهنية ومؤسسية تضمن حضور الجميع وشراكة عادلة في اي تسويات مستقبلية وتحول دون ابتلاع طرف اومشروع سياسي ضيق تضحيات وانتصارات طرف اخر.
أما من الناحية السياسية ليس هناك أي تنسيق حاليا مع المكتب السياسي الذي يمثل قوات طارق؛ ونحن منفتحون سياسيا سواء في السابق أو الآن أو تاليا على كافة القوى التي تعترف بالمظلمة الطويلة التي تعاني منها تهامة وتقر بضرورة معالجتها بشكل عادل وتؤمن بحق التهاميين في إدارة شؤون اقليمهم وتشترك معنا في هدف هزيمة الإرهاب الحوثي وتضمن شراكة وطنية ندية وعادلة لجميع القوى الحقيقية.
س- المقاومة التهامية!! ... هل هناك مواجهات حالية مع الحوثيين وماهي تطلعاتكم لتعزيز دور المقاومة التهامية في تحرير مدينة الحديدة؟
هناك خروقات حوثية مستمرة للتهدئة في الساحل التهامي وهناك تعزيز للحشود الحوثية في المنطقة لكنها لا ترقى إلى أن تكون مواجهات مباشرة؛ لأن الحوثيين مطمئنين إلى أن اتفاق استكهولم يقف عائقا أمام الرغبة في تحرير الحديدة، لقد جرب الحوثيون المواجهات المباشرة خلال عامي 2017 و 2018 وهم يعلمون مسبقا كيف ستكون نتائجها لذلك هربوا منها إلى استكهولم بعد أن كانوا قد خسروا سيطرتهم على مدينة الحديدة لكن استكهولم أعادتها إليهم للأسف؛ واليوم العالم كله يدفع ثمن هذا القرار الذي رعته الأمم المتحدة والدول الراعية للتسوية في اليمن؛ وعلى هذه الدول أن تصحح موقفها وتعمل من خلال مجلس الأمن على اتخاذ قرارات تؤكد حق اليمنيين تخليص أراضيهم من المليشيا الحوثية.
نحن نتطلع أولا إلى تعزيز الدور السياسي للتهاميين في المستويات العليا لمؤسسات الشرعية وتعويض أبناء تهامة عن الاقصاء الذي يعانون منه؛ هذا التجاهل إرث قديم وممنهج ما زال يلقي بظلاله علينا خاصة بعد تجاهل تهامة من التمثيل داخل مجلس القيادة الرئاسي؛ لقد مثلت كافة المكونات الجهوية على مستوى الجمهورية ما عدا تهامة للأسف؛ لكنا متمسكون بالشرعية الدستورية لأنها المظلة السياسية التي نقاتل بها الحوثيين؛ ونأمل أن يتم تدارك هذا التجاهل في التشكيل الحكومي القادم لحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك؛ واشراك تهامة على كافة المستويات بما في ذلك العسكرية داخل وزارة الدفاع وهيئة الأركان؛ الحراك التهامي على تواصل على كافة المستويات بهذا الشأن وسيظل على دأبه لينال أبناء تهامة حقهم في المساواة والعدالة في التمثيل والمشاركة في السلطة؛ وهذا سيعزز دور المقاومة التهامية في انهاء الانقلاب الحوثي إذا ما وجدت من يمثلها سياسيا ويدعم تضحياتها النضالية ضد الحوثية المتواصلة منذ أول يوم اجتاحت فيه المليشيا تهامة في أكتوبر 2014 وحتى الآن وإلى أن تحرر كافة الأراضي التهامية ويسقط الانقلاب الحوثي كلية.