صنعاء — أعلنت جماعة الحوثي في اليمن رسميًا مقتل رئيس هيئة الأركان العامة التابعة لها، اللواء محمد عبد الكريم الغماري، وذلك عقب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات عليا في العاصمة صنعاء.

وجاء الإعلان، الذي بثته وسائل إعلام تابعة للحوثيين يوم الخميس، دون تحديد دقيق لتوقيت أو ظروف مقتله. إلا أن الإعلان يأتي في أعقاب تقارير عن غارات إسرائيلية متكررة استهدفت مواقع يُعتقد أنها كانت تحتضن اجتماعات لقيادات حوثية بارزة. وكانت مصادر إسرائيلية قد تبنت العملية، ووصفتها بأنها جزء من حملة أوسع تهدف إلى تحييد التهديدات الإقليمية.

وكان الغماري قد نجا في وقت سابق من ضربة إسرائيلية أصيب خلالها بجروح، إثر استهداف موقع في صنعاء. وتشير التقارير إلى أن الضربة القاتلة استهدفت موقعًا حكوميًا يُعتقد أنه كان يحضره.

ويُعد مقتل الغماري ضربة كبيرة للهيكل القيادي العسكري للحوثيين، إذ كان من أبرز القادة العسكريين للجماعة، وتولى الإشراف على العمليات الاستراتيجية في جبهات عدة خلال سنوات الصراع.

ورغم أن بيان الحوثيين لم يوجه اتهامًا مباشرًا لإسرائيل، إلا أن توقيت الإعلان وسياقه يشيران بوضوح إلى ارتباطه بالغارات الأخيرة. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، بعد تهديدات حوثية وإطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية تضامنًا مع الفصائل الفلسطينية.

ولم يصدر تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن استهداف الغماري تحديدًا، إلا أن تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين أكدت عزمهم على تفكيك شبكات القيادة المعادية في المنطقة.

وتوعدت قيادة الحوثيين بالرد على مقتل الغماري، واصفة إياه بأنه "استشهاد لن يمر دون رد". ويحذر محللون من أن الحادثة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، سواء داخل اليمن أو على مستوى الإقليم.