اليمن : خطاب تحريضي “داعشي " من نائب إسلامي يستهدف صحفية يمنية ويقود لتهديدات بالقتل !
- 2025-11-23 07:00:09
عدن -
- أدان المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية في اليمن (NCHRDD) بشدة حملة التحريض التي شنّها النائب البرلماني السابق والقيادي في حزب الإصلاح الإسلامي ( الاخوان المسلمين) عبدالله أحمد علي العديني ضد الإعلامية الجنوبية عهد ياسين، مقدّمة البرامج في قناة الجمهورية وعضو نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وذلك على خلفية ظهورها على الشاشة دون غطاء رأس.
وقد أثار منشور العديني موجة استياء واسعة، بعد أن اعتبر فيه ظهور الإعلامية "منافياً للدين والأخلاق" وفق وصفه، مستندًا إلى ما قال إنه "من ثوابت الشعب اليمني"، ومطالبًا إدارة القناة ورئيس مجلس إدارتها السابق طارق محمد عبدالله صالح بـ"تصحيح المنكر"، ومهدّدًا بحملات ضغط ضد القناة في حال عدم التزامها بما سماه "الهوية الإسلامية".
واستخدم العديني في منشوره خطابًا دينيًا متشدّدًا وتفسيرات فقهية حادّة، ما أعاد إلى الواجهة الانتقادات الواسعة للخطاب التحريضي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين وبعض رموزها.
NCHRDD: خطاب العديني يعكس عقلية داعش وطالبان… وتحريض مباشر على العنف
أكد المركز الوطني أن خطاب العديني لا يمثل مجرد "رأي ديني"، بل يعكس عقلية متطرفة شبيهة بخطاب داعش وطالبان، ويُعد دعوة صريحة للتحريض والعنف ضد الإعلاميين والنساء.
وأشار المركز إلى أن الإعلامية عهد ياسين تلقت بالفعل تهديدات بالقتل من حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد منشور العديني، ما يثبت خطورة هذا النوع من الخطاب التحريضي وأثره المباشر على سلامة الأفراد.
وقال رئيس المركز جمال العواضي إن تصريحات العديني "تسعى لفرض وصاية أيديولوجية على المجتمع، وتشرعن ممارسة العنف ضد النساء العاملات في الإعلام، وتتناقض بشكل صارخ مع القوانين الوطنية والمواثيق الدولية".
وأضاف أن استهداف الإعلاميات تحت ذرائع الزي أو "الهوية الإسلامية" يدخل ضمن محاولات التضييق على الحريات الشخصية وتكميم الأفواه.
خطاب تحريضي قديم يتجدد
ويرى مراقبون أن منشور العديني هو امتداد لنهج التحريض والتكفير الذي أسهم – في مراحل مختلفة – في خلق بيئة عدائية ضد الإعلاميين والنساء، وفي محاولة فرض وصاية فكرية على العمل الإعلامي.
كما يؤكدون أن توظيف الدين في الخصومات السياسية يُعد أحد أخطر مظاهر التشدد التي تهدد السلم المجتمعي وحرية الرأي والتعبير.
مطالبات واسعة بالتصدي لتحريض الإخوان
تزايدت الدعوات الحقوقية والإعلامية لإدانة هذا الخطاب المتشدد التي تنتهجه عدد من قيادات الاخوان المسلمين في اليمن والذي يعيد إنتاج مفردات العنف الفكري والتنمر الديني، مع التأكيد على ضرورة حماية الإعلاميين والإعلاميات من حملات التشهير والتحريض.
ويشدد الحقوقيون على أن احترام التعددية الفكرية وحماية الحريات الإعلامية يمثلان ركيزة أساسية للدولة الحديثة وأحد أهم أسس المجتمع المدني.
تسلّط هذه الحادثة الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجهها النساء في الإعلام اليمني، وعلى تنامي الخطاب الديني المتطرف الذي يحاول فرض وصاية على ما يمكن وما لا يمكن للنساء ارتداؤه أو قوله.
ويؤكد المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية أن مواجهة هذا الخطاب مسؤولية جماعية تبدأ من المؤسسات الرسمية ولا تنتهي عند منظمات المجتمع المدني.

