الحديدة: معركة مؤجلة وأمل متجدد

دعا السياسي اليمني جمال العواضي، المقيم حاليًا في باريس، الإدارة الأمريكية إلى البدء بدعم القوات اليمنية ذات الخبرة السابقة في قتال الحوثيين، والتي كانت على وشك تحرير المدينة الساحلية الاستراتيجية التي سُلّمت لاحقا للحوثيين بموجب ما سُمي باتفاقية السلام، التي وُقّعت في ستوكهولم في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة.

أكد العواضي أن الغارات الجوية وحدها غير كافية، مشيرًا إلى أن المدنيين يتحملون وطأة الصراع، حيث يختبئ قادة الحوثيين بينهم في كثير من الأحيان. كما ذكر أن تحرير الحديدة سيُعيق حركة الحوثيين بشكل كبير، حيث تُطلق معظم الصواريخ التي تُهدد الأمن البحري الدولي من المدينة.

معقل استراتيجي في الصراع اليمني

تُعدّ الحديدة شريان الحياة للحوثيين، وتُشكّل مركزهم الاقتصادي واللوجستي الرئيسي. من خلال موانئ المدينة، تؤمّن الجماعة الإمدادات العسكرية والموارد المالية الأساسية، مما يُعزز مجهودها الحربي. في عام ٢٠١٨، كانت القوات المشتركة، بدعم من التحالف العربي، على بُعد خطوات من استعادة الحديدة. إلا أن التدخل السياسي وسوء إدارة الحكومة اليمنية وتواطؤ المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث حال دون إتمام المهمة. منحت هذه النكسة الحوثيين فرصة ذهبية لإعادة تنظيم صفوفهم، وتعزيز مواقعهم، والتلاعب باتفاقية ستوكهولم لصالحهم.

اتفاقية ستوكهولم: سلام أم استسلام؟

أصبحت اتفاقية ستوكهولم، التي وُقّعت بوساطة الأمم المتحدة في ديسمبر ٢٠١٨، بمثابة شريان حياة للحوثيين. فبدلاً من إجبارهم على الانسحاب الكامل من الحديدة، وفرت لهم الاتفاقية غطاءً قانونيًا للحفاظ على سيطرتهم. سمح لهم ذلك بترسيخ وجودهم العسكري، وإعادة تسليح قواتهم، وتوسيع نفوذهم. يعتبر الكثير من اليمنيين أن الاتفاق ليس اتفاق سلام، بل هو ميثاق استسلام، مما مكّن الحوثيين من مواصلة تهديد الأمن البحري في البحر الأحمر وشن هجمات إرهابية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.

فرصة ذهبية لاستعادة الزخم العسكري

مع تزايد الضغوط الدولية على الحوثيين بسبب تصاعد تهديداتهم الإقليمية والعالمية، وإمكانية إعادة النظر في اتفاق ستوكهولم، برزت فرصة حقيقية لاستكمال تحرير الحديدة. يمكن إعادة تموضع القوات التي تقدمت سابقًا وكادت أن تحقق النصر ضمن استراتيجية عسكرية متجددة، بالاستفادة من التطورات التكتيكية، والخبرة الميدانية، والأسلحة المتطورة.