شهدت مصر خلال الأيام الماضية تطورًا لافتًا في قطاع الأغذية، حيث تم إغلاق جميع فروع سلسلة محلات “بلبن” الشهيرة، والتي كانت تُعد من أبرز العلامات التجارية في مجال الحلويات ومنتجات الألبان. هذا القرار المفاجئ أثار جدلاً واسعًا وتساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء، خاصةً في ظل الشعبية الكبيرة التي كانت تحظى بها هذه السلسلة. 

الأسباب الرئيسية للإغلاق

وفقًا للهيئة القومية لسلامة الغذاء، جاءت قرارات الإغلاق بعد رصد مخالفات جسيمة تتعلق بسلامة المنتجات الغذائية، حيث أظهرت التحاليل وجود بكتيريا ممرضة في بعض المنتجات، بالإضافة إلى استخدام ألوان صناعية محظورة دوليًا، وسوء في عمليات التخزين والتصنيع، مما أدى إلى تسجيل حالات تسمم غذائي بين المستهلكين.  

كما أشار تقرير من صحيفة “المصري اليوم” إلى أن الجهات الرقابية أغلقت عشرات الفروع في محافظات مختلفة مثل الجيزة والقاهرة والغربية وبورسعيد، بسبب مخالفات تتعلق بعدم استيفاء التراخيص القانونية، وسوء التهوية، وعدم الالتزام بإجراءات سلامة الغذاء.  

ردود فعل الشركة

في بيان رسمي، أعربت شركة “بلبن” عن استيائها من الإجراءات المتخذة، مؤكدةً أنها شركة وطنية نشأت بأيادٍ مصرية، ونجحت في التوسع إلى 9 دول عربية. وأشارت إلى أن هذه الأزمة تهدد بإسقاط كيان مصري ناجح، دون منحها فرصة عادلة لتوضيح وتصحيح الأخطاء. كما أعلنت عن توقف النشاط بالكامل في القاهرة والمحافظات، مما يهدد مستقبل 25 ألف موظف.  

تداعيات الإغلاق

•  اقتصاديًا: تسبب الإغلاق في خسائر مالية كبيرة للشركة، وتوقف تام للأنشطة التجارية، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي، خاصةً في ظل وجود 110 فروع ومصانع تابعة للشركة. 

• اجتماعيًا: أدى القرار إلى تهديد مستقبل آلاف الموظفين الذين يعتمدون على هذه الوظائف كمصدر رئيسي للدخل، مما يثير مخاوف من ارتفاع معدلات البطالة في هذا القطاع.
• صحيًا: يعكس الإجراء حرص الجهات الرقابية على صحة المواطنين، ويؤكد أهمية الالتزام بمعايير سلامة الغذاء، خاصةً في ظل تسجيل حالات تسمم غذائي.

نظرة مستقبلية

تُعد هذه الأزمة بمثابة جرس إنذار لجميع الشركات العاملة في قطاع الأغذية بضرورة الالتزام الصارم بمعايير الجودة والسلامة، والحصول على التراخيص اللازمة، وتوفير بيئة صحية لتصنيع وتخزين المنتجات. كما تسلط الضوء على أهمية دور الجهات الرقابية في حماية المستهلكين وضمان تقديم منتجات آمنة وصحية.

في الختام، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل “بلبن” وما إذا كانت ستتمكن من تصحيح أوضاعها والعودة إلى السوق، أم أن هذه الأزمة ستشكل نهاية لمسيرة علامة تجارية كانت تُعد من أبرز الأسماء في مجال الحلويات ومنتجات الألبان في مصر.