باريس- أكد جمال العواضي، الخبير السياسي اليمني المقيم حاليًا في باريس، أن تحرير مدينة الحديدة يمثل الخيار الاستراتيجي الأهم لإضعاف جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن السيطرة على هذه المدينة الساحلية ستوجه ضربة موجعة للجماعة على المستويين العسكري والاقتصادي.

وأوضح العواضي أن الحديدة تشكل الشريان الرئيسي الذي تعتمد عليه الجماعة في تهريب الأسلحة والإمدادات عبر الموانئ، بالإضافة إلى كونها مصدرًا رئيسيًا للعائدات المالية التي تدعم عملياتها العسكرية.

وأضاف أن الضربات الجوية، سواء كانت أمريكية أو إسرائيلية على مواقع الحوثيين أو حتى على قادة في حكومتهم، لا جدوى منها، إذ إن القيادة الحقيقية للحوثيين لا تظهر للعلن كثيرًا، وهي محمية ومحصنة بشكل جيد. ولفت إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات سبق وأن استهدف صالح الصماد، الرئيس المعين من الحوثيين قبل مهدي المشاط، دون أن يحدث أي تغيير جوهري في بنية الجماعة أو استراتيجيتها.

وشدد الخبير على أن القصف الجوي دونما مساندة من القوات اليمنية الحكومية أو قوات الساحل الغربي في التقدم نحو الحديدة وتحريرها لن يكون له أي تأثير حاسم، موضحًا أن الرعب الحقيقي الذي يواجه جماعة الحوثيين هو خسارة مدينة الحديدة ومينائها الذي يعتمدون عليه كثيرًا في تعزيز قبضتهم السياسية والعسكرية.

واعتبر أن استعادة السيطرة على الحديدة من شأنه أن يعزل الحوثيين عن خطوط الإمداد الخارجية ويضعف قبضتهم على المناطق التي يسيطرون عليها، مما يفتح الطريق أمام فرص حقيقية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.