اليمن : انتصارات الحوثيين الوهمية... مرة أخرى!

  • 2025-03-13 11:53:07

بقلم/ جمال العواضي 

كعادتهم، يغرق الحوثيون في حالة من النشوة الوهمية عقب القرار الأمريكي المؤقت بالسماح باستيراد النفط إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم حتى 5 أبريل/نيسان 2025. يهللون ويصفقون كما لو أنهم حققوا نصرًا دبلوماسيًا، بينما الواقع مختلف تمامًا.

لم يكن هذا القرار نتيجة "قوة سياسية" أو "نجاح تفاوضي" كما يدّعون، بل جاء استجابةً لطلب أممي يهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني - أزمة خلقها الحوثيون أنفسهم بسياساتهم القمعية ونهبهم للموارد وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

أولئك الذين لم يكترثوا يومًا للاحتياجات الإنسانية، ولم يكترثوا لمعاناة ملايين اليمنيين، يخدعون أنفسهم فجأةً ويظنون أن العالم يرضخ لهم. في الواقع، ليسوا سوى أداة ضغط مؤقتة في لعبة جيوسياسية أكبر بكثير.

قرارٌ إنسانيٌّ كان من المفترض أن يحمي المدنيين من كارثة إنسانية، يحتفل به الحوثيون الآن باعتباره نصرًا سياسيًا! هكذا هم - أسياد التمثيل المسرحي، ورواة الانتصارات الوهمية.

يواصل الحوثيون محاولاتهم اليائسة لخداع أنصارهم من خلال مقاطع فيديو ورسوم كاريكاتورية مفبركة، مدّعين زورًا أنهم دمروا سفنًا عسكرية أمريكية في البحر الأحمر. بل يذهبون إلى أبعد من ذلك، زاعمين أن حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية قد فرت من المنطقة خوفًا مما يُسمّونه قوتهم.

هذه ليست سوى أكاذيب دعائية تهدف إلى خلق وهم القوة التي لا تُقهر بين أتباعهم. في الواقع، تواصل البحرية الأمريكية الحفاظ على هيمنتها، وترد على تهديدات الحوثيين باستراتيجيات مدروسة بعناية.

يعيش الحوثيون في واقعٍ موازٍ، حيث تُصنّع أجهزتهم الإعلامية انتصاراتٍ وهمية، بينما يفضح الواقع رواياتهم الزائفة يومًا بعد يوم. لم تُدمّر أي سفينة، ولم تنسحب أي حاملة طائرات - ومع ذلك يُصرّون على بيع الأوهام لجمهورهم.

وهذه مجرد حلقة أخرى في حملة التضليل الحوثية التي لا تنتهي.

متعلقات