رسالة الإخوان المسلمين لخامنئي: تحوّل استراتيجي أم اصطفاف ظرفي؟

  • 2025-06-19 02:07:32

في تطور لافت يعكس تحولًا في الخطاب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وجّه القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، الدكتور صلاح عبد الحق، رسالة رسمية إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، عبّر فيها عن تضامن الجماعة الكامل مع إيران في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الغاشم".

مضمون الرسالة

الرسالة اعتبرت أن الهجمات الإسرائيلية على إيران ليست مجرد تصعيد عسكري، بل "حلقة جديدة في مسلسل استهداف مشروع المقاومة في المنطقة"، في إشارة إلى الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية. كما دعت إلى تجاوز الخلافات المذهبية والتاريخية وتوحيد الصفوف في مواجهة "العدو المشترك".

أبعاد الرسالة

تحمل الرسالة دلالات استراتيجية، إذ تعكس رغبة الجماعة في إعادة تموضعها الإقليمي، وربما فتح قنوات تواصل جديدة مع طهران في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة. كما تشير إلى براغماتية متزايدة في خطاب الإخوان، حيث تم استحضار كلمات مؤسس الجماعة، حسن البنا، حول وحدة الأمة الإسلامية، في محاولة لتبرير هذا التقارب.

ردود الفعل

الرسالة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبرها البعض خطوة رمزية لا تحمل تأثيرًا عمليًا، بينما رأى آخرون أنها محاولة لإعادة التموضع بعد سنوات من العزلة السياسية. كما تساءل مراقبون عن مدى استعداد إيران لتلقف هذه الإشارة، في ظل اختلافات جوهرية بين الطرفين على المستويين العقائدي والسياسي.

خلاصة

رسالة الإخوان إلى خامنئي تمثل تحولًا لافتًا في خطاب الجماعة، وتفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مستقبل العلاقات بين الحركات الإسلامية السنية وإيران. فهل هي بداية اصطفاف جديد في مواجهة التحديات الإقليمية، أم مجرد موقف ظرفي فرضته التطورات الميدانية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

متعلقات