الأهلي يبحث عن استقرار القيادة.. هل يتراجع الخطيب؟
- 2025-09-14 08:49:30

أثار إعلان محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي المصري، عدم ترشحه لدورة انتخابية جديدة والاكتفاء بتقديم "الرأي والمشورة" للمجلس الحالي جدلا واسعا في الأوساط الرياضية، وسط مطالبات متزايدة من رموز القلعة الحمراء وجماهيرها لإثنائه عن قراره.
الخطيب، الذي يقود الأهلي منذ عام 2017، تقدم بخطاب رسمي لمجلس الإدارة، يوم الجمعة، أعلن فيه عزوفه عن خوض الانتخابات المقبلة المقررة في نوفمبر، مبررا قراره بضرورة "الاستجابة لتوصيات الأطباء والبدء في مرحلة علاجية فورية".
وقال الخطيب: "حاولت عدة مرات أن أبتعد عن الضغوط لنصيحة الأطباء، ولكن في كل مرة كانت المستجدات المتلاحقة تدفعني للعودة لمباشرة العمل اليومي".
وأضاف: "مع اقتراب الدعوة لانتخاب مجلس إدارة جديد في أقل من شهرين، أعلن عدم ترشحي لفترة جديدة، وبداية مرحلة علاجي من الآن."
في المقابل، أصدر مجلس إدارة الأهلي بيانا، أكد فيه رفضه قرار رئيس النادي، وتمسكه باستمراره في موقع القيادة، مشيدا بمسيرة الخطيب التي تمتد لأكثر من نصف قرن داخل القلعة الحمراء.
بدوره، كشف مصدر داخل الأهلي لموقع "سكاي نيوز عربية" أن اتصالات جارية من جانب عدد من رموز النادي وأعضاء "لجنة الحكماء"، إضافة إلى مجموعات من الجماهير، بهدف إقناع الخطيب بالعدول عن قراره، معتبرين أن ابتعاده في هذه المرحلة "قد يُربك النادي على المستويين الإداري والرياضي".
وأوضح المصدر، أن "الخطيب لم يحضر إلى مقر النادي الأهلي منذ إعلان قراره لمجلس الإدارة، لكنه يتابع استعدادات عقد الجمعية العمومية لأعضاء النادي للتصويت على تعديلات لائحة النظام الأساسي بعد صدور قانون الرياضة الجديد، ومن المرجح أن يسافر خارج القاهرة بعد حضوره الجمعية العمومية لإجراء فحوص طبية جديدة واستكمال رحلة علاجه".
إعلان الخطيب الأخير فتح الباب واسعا للتساؤلات بين جماهير القلعة الحمراء بشأن مستقبل قيادة أكبر الأندية المصرية والأفريقية، وما إذا كانت الضغوط ستدفعه للتراجع عن قراره.
ومنذ انتخابه رئيسا للنادي عام 2017، ثم إعادة انتخابه عام 2021، ارتبط اسم الخطيب بسلسلة من الإنجازات الكبرى على المستويين الرياضي والإنشائي، من أبرزها الفوز بـ6 بطولات للدوري العام، والتتويج 4 مرات بدوري أبطال أفريقيا، والحصول على 3 ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية، فضلا عن وضع حجر الأساس لملعب الأهلي ومدينته الرياضية في مدينة الشيخ زايد، بميزانية تبلغ 4 مليارات جنيه مصري.
مطالب بالعودة
وطالب عدد من نجوم الأهلي السابقين الخطيب بالعدول عن قراره، من بينهم محسن صالح، الرئيس السابق للجنة التخطيط بالنادي، الذي انتقد إعلان رئيس الأهلي عن قراره، قائلا: "سافر بالسلامة للعلاج، وقم بإدارة المنظومة عبر كونفرنس كول، وتعاقد في الدورة المقبلة مع مدير رياضي أجنبي محترف".
كما وجه أحمد ناجي، مدرب حراس مرمى الأهلي السابق، رسالة إلى الخطيب قائلا: "ما زال نادينا في حاجة إليك لاستكمال أحلامنا من خلالك.. أعلم معاناتك، لكننا سننتظرك لتقودنا كما اعتدنا دائما".
أما قائد فريق الأهلي السابق، شادي محمد، فقال لموقع "سكاي نيوز عربية": "الخطيب ليس مجرد شخصية عادية داخل القلعة الحمراء، بل يمثل قيمة استثنائية وتاريخًا يصعب تكراره، وغيابه في هذا التوقيت سيُحدث أزمة كبيرة للنادي".
وأضاف: "الخطيب حالة مختلفة، ورغم أنني لم أؤيده في انتخابات سابقة، فإنه لم يتعامل معي من منطلق الخصومة، بل غلب مصلحة الأهلي على أي اعتبارات شخصية، وهذا يعكس أخلاقه وقيمه".
ويشغل شادي محمد حاليا منصب نائب المدير الرياضي لقطاع كرة القدم النسائية بالأهلي، واعتبر أن وجود الخطيب في هذه المرحلة "أمر ضروري للغاية"، خصوصا بعد رحيل المدير الفني الأجنبي للفريق.
وعن إمكانية استجابته لنداءات ترشحه لفترة جديدة، مضى شادي قائلا: "أتوقع أن يلبي الكابتن الخطيب نداء الجماهير، لأنه يشعر أن عليه واجبًا تجاه النادي، كما أنه شخص لا يقدر على الابتعاد عن خدمة الأهلي مهما كانت الظروف".
وكشف أن مرض الخطيب خلال السنوات الماضية لم يمنعه من متابعة العمل داخل النادي: "أتذكر أن الأطباء نصحوه في فترة من الفترات بالراحة والسفر للعلاج في فرنسا، لكنه عاد بعد يومين فقط ليقود اجتماعات بنفسه.. هذا يؤكد أنه يعشق الأهلي بشكل استثنائي ولا يستطيع الابتعاد عنه".