الإخوان المسلمون في الأردن: مليونية الجمعة بين رفض التهجير واستعراض القوة
- 2025-02-21 12:34:13
تشهد الساحة السياسية في الأردن تصعيدًا جديدًا من جماعة الإخوان المسلمين، التي دعت إلى مليونية يوم الجمعة تحت شعار رفض تهجير الفلسطينيين. ورغم أن العنوان يبدو وطنيًا في مضمونه، إلا أن دوافع الجماعة وتحركاتها تشير إلى أبعاد أخرى تتجاوز القضية الفلسطينية، لتشمل محاولات إثبات الوجود السياسي، خاصة بعد تراجع شعبيتها في الداخل الأردني.
أهداف خفية خلف الشعارات
يرى مراقبون أن الجماعة تسعى من خلال هذه التظاهرة إلى تحقيق عدة أهداف سياسية، أبرزها:
1. إظهار قوتها أمام الدولة: تأتي هذه المظاهرة في وقت تواجه فيه الجماعة رفضًا شعبيًا متزايدًا، حيث لم تعد تحظى بنفس الدعم الجماهيري الذي كانت تتمتع به سابقًا، خصوصًا بعد تغير المزاج العام تجاه خطابها ونهجها السياسي. لذلك، تمثل هذه الدعوة محاولة لاستعراض القوة، وإرسال رسالة مفادها أن الإخوان لا يزالون فاعلين في المشهد السياسي.
2. إعادة تقديم نفسها كقوة شعبية: تحاول الجماعة من خلال الحشد في الشوارع الإيحاء بأنها ما زالت تملك قاعدة جماهيرية قوية، رغم التحديات التي واجهتها في السنوات الأخيرة، سواء من خلال ضعف حضورها في البرلمان، أو عبر تراجع تأثيرها في الشارع الأردني.
3. تأكيد الولاء للخارج عبر شعار المقاومة: اللافت أن الجماعة لم تكتفِ بشعار “رفض التهجير”، بل أضافت إليه شعار “دعم وإسناد المقاومة”، في إشارة واضحة إلى استمرار ارتباطها بمشاريع إقليمية خارجية. وهو ما يثير مخاوف من أن تستخدم التظاهرات لخدمة أجندات لا تتوافق بالضرورة مع المصالح الوطنية الأردنية.
ازدواجية الخطاب: سياسة العصا والجزرة
على مدار الأيام الماضية، قدمت الجماعة خطابين متناقضين:
• أمس، صرّحت بأنها ملتزمة بالولاء للأردن وتؤيد الحلول السياسية.
• اليوم، تدعو للخروج في مظاهرة ضخمة تحمل رسائل سياسية مغايرة، ما يعكس محاولتها اللعب على التناقضات، عبر استخدام أسلوب العصا والجزرة في التعامل مع الدولة والمجتمع.
في ظل التطورات الراهنة، تبقى التساؤلات قائمة حول الأهداف الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ومدى تأثير هذه التحركات على المشهد السياسي الداخلي، خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تواجه البلاد. وبينما ترفع الجماعة شعارات وطنية، لا يمكن تجاهل أن هذه التظاهرة تحمل في طياتها محاولة لإعادة التموضع سياسيًا، وإثبات الوجود بعد تراجع التأثير الشعبي والتنظيمي للجماعة.
